«الحلوى» ممنوعة من العرض.. والزبائن: «مفيش فلوس»
إقبال ضعيف على شراء حلاوة المولد بسبب الغلاء
مع اقتراب موسم المولد النبوى، تستعد المحلات فى الكثير من المناطق بعرض الحلوى، حيث تتزين الشوارع بشوادر بيع حلوى المولد بأشكالها المختلفة، بجانب عرض عرائس المولد، وإضاءة فروع من الأنوار بألوان متعددة حول الشادر لجذب المواطنين للشراء، لكن ارتفاع الأسعار هذا الموسم بسبب أزمة السكر وارتفاع سعر المواد الخام، دفع أصحاب بعض المحلات إلى التراجع عن نصب الشوادر، حيث كشفت جولة لـ«الوطن» اختفاء بعض الشوادر فى مناطق مختلفة.
أصحاب الشوادر: «محدش هيقدر يشترى بالسعر اللى هنبيع بيه.. فمعرضناش البضاعة لأننا هنخسر»
«نعتذر عن عدم عرض حلاوة المولد نظراً لارتفاع الأسعار المبالغ فيه».. لافتة وضعها على شاكر، صاحب أحد الشوادر، فى منطقة الطابق ببولاق الدكرور، على أحد جدران المحل، للإجابة عن سؤال لكل من اعتاد الشراء منه خلال المواسم السابقة: «فين الحلاوة السنة دى؟». اعتاد «شاكر» منذ 17 عاماً إقامة شادر حلوى المولد النبوى كل عام، فقبل الموسم بشهر كان يبدأ التجهيزات بعرض حلوى المولد والعرائس بأشكالها المتعددة، وطوال هذه الفترة يمكث العمال فى المحل لتحضير طلبات المشترين نظراً لإقبالهم المتزايد الذى دفع العمال إلى عمل «لستة» بالأسماء والطلبات وتحديد يوم للتسلم فيه، فهو موسم ينتظره من السنة للسنة لعرض أكثر من 120 نوعاً من الحلوى بأسعار مختلفة تناسب كافة أهالى المنطقة.
لكن ارتفاع سعر الحلوى هذا الموسم أجبره على التخلى عن عادته، فقبل بداية الموسم بـ10 أيام، قرر الرجل الأربعينى عدم بيع حلاوة المولد والاكتفاء بعرض تشكيلة من الجاتوهات والتورتات وأدوات أعياد الميلاد ليمر عليه هذا الموسم مثل باقى أيام العام. يقول «شاكر» إن هناك العديد من العوامل التى دفعته إلى التفكير فى ذلك القرار، فارتفاع الأسعار لم يكن مقتصراً على حلوى المولد النبوى فحسب، بل شهدت العلبة الكرتونية للحلوى والشنط ارتفاعاً فى الأسعار، حيث يصل سعر الكيلو منها إلى 27 جنيهاً، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الإيجار، وفى مقابل ذلك انخفض الإقبال من قبل الأهالى: «إحنا هنا عارفين بعض، وكل واحد عارف ظروف التانى، ومحدش هنا هيقدر يشترى بالسعر اللى هنعرض بيه، فهتبقى خسارة لينا».
أما «أم محمد»، صاحبة أحد شوادر حلوى مولد النبى بمنطقة البدرشين بالجيزة، فاعتادت وجود من ينافسها فى طريقة عرض الحلوى وفى الأصناف، وأيضاً فى الأسعار، لتجد نفسها هذا الموسم وحدها بعد أن كان يحيط بها من على اليمين واليسار شوادر لبيع الحلوى، تنظر «أم محمد» حولها ثم تقول ساخرة: «وهما اللى فرشوا عملوا إيه؟»، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار وراء عزوف التجار عن بيع الحلوى هذا الموسم، فهم مطالبون بدفع جزء من المبلغ مقدماً لأصحاب المصانع وتسديد الجزء الآخر فى الليلة الكبيرة، متخوفين من عدم قدرتهم على بيع الكمية فى ظل ارتفاع أسعارها، فقرروا عدم المساهمة هذا الموسم.
تقول: «اكتفيت إنى جبت نص الكمية اللى اتعودت أجيبها كل سنة، دى أول مرة أفرش قبل الموسم بـ15 يوماً، بس يا رب أبيعها، الحلاوة سعرها ارتفع السنة دى بشكل مبالغ فيه، كيلو المشكل وصل سعره إلى 35 جنيهاً، والأب اللى كان بيشترى أكثر من علبة لبناته وولاده، بقى مش قادر يجيب علبة واحدة لنفسه، وبقينا بنبيع الحلاوة بالحتة، عشان نتغلب على حركة البيع اللى وقفت». تواصل أم محمد: «الزبون بيجى ومعاه 20 جنيه، وعايز حلاوة المولد، فمقدرش أقوله لأ، مش هينفع، لأن أنا عايزه أبيع ولو اتبقت هبيع بالخسارة».