سياسة اقتصادية رشيدة -مش بمعنى معزة بكار طبعاً- بدأت تسلكها سلطة الإخوان الشعبية. «تحدثت» هذه السياسة عن نفسها عندما «تحدثت» مصر على لسان الدكتور «سعد الكتاتنى» رئيس مجلس الشعب أمام المسئولين السعوديين، وكادت الدمعة تفر من «عينه» وهو يقول لهم «لن ننسى مواقفكم الكريمة» مع مصر طبعاً، ليعبر بهذه الجملة المعجزة عن السياسة الاقتصادية للإخوان حال تسلطنها على كراسى الحكم وهى سياسة «الإيد اللى متعرفش تعضها بوسها».
والإيد السعودية «سخية» وتكاد تكون «مخرومة» بشرط إنها «تتباس»، وقد فعلها الوفد «الرشيد» الذى قاده «سعد» فعاد من السعودية بـ«السعد».
فبالتزامن مع الزيارة تم الإعلان عن «النفحة» أو «المكرمة» التى تفضلت علينا بها المملكة مراعاة لظروفنا الصعبة، بعد ما عرف كل طرف مقامه. وهى عبارة عن معونة نصف مليار دولار سوف تقدمها السعودية لمصر، ليعود «الكتاتنى» وقد حل المشكلة ببوسة للإيد اللى متقدرش مصر تعضها. ومن المؤكد أن هذه الملايين حتفك «زنقة» وحتفوق الاقتصاد المصرى الذى سطلته الثورة.
وواضح إن هذه السياسة حتشتغل معانا كويس خلال الفترة القادمة، خصوصاً عندما يتسلم الإخوان السلطة، فالأيادى التى تحب البوس وتكره «عضة» المصريين كُثْر (يعنى كتير)، ومن «عضة» إلى «بوسة» يأتى لنا الإخوان بالفرج.
وليس مهماً بعد ذلك أن نتحدث عن حجز الناشط «أحمد الجيزاوى» أو غيره. فالعلاقات «الرايقة» بين «المملكة» السعودية والـ«الوسية» الإخوانية يجب ألا يعكر صفو «روقانها» حادثة فردية هنا أو هناك، على رأى «الكتاتنى».
ممكن يطلع «فذلوك» يقول إن سفير المملكة «أحمد القطان» أنكر حكاية الخمسمائة مليون دولا فهل سيعوضنا الإخوان من جيوبهم لكى يساهموا فى حل مشاكل «الغلابة» ويطبقوا أسلوب «الحسنة المخفية» بدلاً من «الحسنة المعلنة» التى وصفها سفير السعودية بـ«الفشنك».
ولهذا «المتفذلك» أقول: يا أخى الكريم «اللى عندهم على أدهم».
فلوس الإخوان تلزم الإخوان أنفسهم، أما مشاكل مصر الاقتصادية فنظرية «بوس الإيدين» قادرة على حلها، وبطلوا أسلوب «العض» الذى تعلمتموه من الثورة، وافهموا الحكمة الإدارية الكامنة وراء قاعدة «اللى يعوزه البيت يحرم ع الجامع»، واحد يسألنى يعنى إيه البيت ويعنى إيه الجامع؟ البيت هو «الجماعة» والجامع هو «الجوَاعى»!.
«الجيزاوى» ناشط سياسى، يعنى راجل ثورى، لذلك عليه أن يستوعب سياسة «الجماعة» فى جمع الفلوس من هنا ومن هناك من أجل إخوانه المصريين، واحسب لو وصلت الملايين السعودية بالسلامة حتحل مشكلة كام جعان وكام عريان وكام غلبان.
الجماعة تضحى بالجنين عشان «الأم» تعيش، مصر أمنا كلنا، والثائر الحق هو من «يعض» ليهدم «العزَّال» ثم «يبوس» لينفع «الإخوان»!