"الكوان دار".. أول لعبة قتالية لمتحدي الإعاقة "صناعة مصرية"
بعض المشرفين على اللعبة
"المعاق مش ضعيف، ويقدر يدافع عن نفسه بكل قوة"، كلمات ينطق بها المدرب الأربعيني بقوة وصرامة، تحمل التحدي والإصرار، فلم يقصد بحديثه الضعف المعنوي، بل يقصد الكلمة بكل ما تحمله من معنى، فالرجل بعد 24 عامًا من العمل، أخرج لمتحدي الإعاقة سلاحًا في لعبة قتالية للدفاع عن أنفسهم، اسمها "الكوان دار".
فن القتال الخاص بمتحدي الإعاقة، هو ابتكار مصري خالص، لصاحبه الكابتن محمد جمعة، والذي رغم إعاقته الحركية، مارس رياضة "الكونغوفو" الخطرة، وتفوق فيها، ولكنه ظل عقله وقلبه مشغولًا بمتحدي الإعاقة، "المجتمع بيتعامل معانا باستهانة، وينظر إلينا كإننا ضعفاء، وعشان كدة الكوان دار، دي هتخلي أي صاحب إعاقة، يمارسها شخص قوي".
عكف "جمعة" على قراءة ما يقرب من 1000 كتاب، لجميع الألعاب القتالية من المصارعة والملاكمة والكاراتيه والكونغوفو، حتى يخرج "الكوان دار" للنور، "الكوان دار ليه 20 أسلوب قتالي، ده غير إستايلات اللعب المختلفة، وكل فئة من فئات الإعاقة لها أساليبها الخاصة، فصاححب الإعاقة البصرية له أسلوب قتالي واحد فقط ضمن الـ20 أسلوب، وصاحب الإعاقة الحركية، يأخذ أساليب قتال حسب فئة الإعاقة نفسها".
حديث المسئولين الدائم عن دمج المعاقين في المجتمع، فعل "جمعة" عكسه في "الكوان دار"، حيث دمج الأصحاء وكبار السن في أساليب اللعبة مع المعاقين بفئات ومعايير أخرى مختلفة، "أديناهم حق يمارسو اللعبة، زيهم زي المعاقين، ودمجناهم في لعبتنا، وبقا من حق السيلم ومتحدي الإعاقة ممارستها"، مشيرًا إلى أن هناك العشرات الآن من متحدي الإعاقة يمارسون اللعبة، التي نظمت لعا 5 بطولات حتى الآن
حلم "اتحاد الكوان دار"، الذي يُعد له "جمعة"، وكرث له حياته، لم يكتمل بعد، فرغم اعتراف وزارة الشباب والرياضة به كلعبة قتالية للمعاقين، ينتظر اعتراف اللجنة البارلمبية المصرية بها، ومن بعدها البارالمبية الدولية، فأمنية حياته أن يرى أبطال "الكوان دار" المصريين على منصات التتويج العاليمة واالبارلمبية جنبًا إلى جنب مع أبطال رفع الٍأثقال وألعاب القوى، أما رسالته الأهم "المعاق ميشعرش إنه ضعيف في مجتمعه، ويعيش بكرامة وسط الناس كلها".