«أم و6 بنات» تحت رحمة «مجلس المدينة»: عاوزين يهدموا البيت
أطفال يلهون بجوار منزلهم المحطم
6 بنات وأمهن، توفى والدهن قبل 5 سنوات، وتركهن يواجهن الحياة بمفردهن، تغلبن على مصاعبها، واستطاعت الأم أن تزوج إحداهن، لكن المرض لم يمهلها كثيراً، وأصبحت تعيش بين الحياة والموت.
بطيبتها المعهودة تجلس الأم بين بناتها تتسامر معهن وتحكى لهن عن ذكرياتها، وتبادلها بناتها الحكى، وفى إحدى الليالى ذهبت إلى إلى غرفتها لكى تنام، أغمضت عينيها، لكن قلبها لم يذق طعم النوم، وفجأة استيقظت على صرخات إحدى بناتها لتجد نفسها فى أقل من دقيقة غارقة فى المياه التى دخلت عليهن دون سابق إنذار.
«حسناء»: قدمنا أوراقنا للشئون الاجتماعية عشان المساعدات.. ضيعوا الأوراق وقالولى: «اعملى أوراق جديدة»
استطاعت البنات إنقاذ أمهن وخرجن جميعاً بسلام، لكن منزلهن الذى لا يملكن من حطام الدنيا غيره قد ملئ بالمياه والطفلة، إلى جانب الدكان الذى يعتبر مصدر رزقهن أيضاً لم يسلم من مياه السيول التى جرفت كل ما بداخله إلى الخارج، وأصبح البيت والدكان فارغين إلا من المياه والطفلة، ذهبت «حسناء»، البنت الكبرى، إلى المكان الذى يقوم الأزهر الشريف بتوزيع المساعدات على المتضررين فيه، ولكن لم يعطوها شيئاً، توجهت للشئون الاجتماعية، وطلبوا منها أوراقاً وأحضرتها وقدمتها لهم ولكن بعد 4 أيام ذهبت إلى الشئون لتسأل عن المساعدات لكنهم أخبروها أن أوراقها ضاعت ويجب عليها عمل أوراق جديدة.
صدر قرار من مجلس المدينة بهدم المنزل، وأصبح القرار واجب التنفيذ، لكن لم يوفر لهم أى بديل آخر حتى الآن، بحسب الأم، وهى زوجة نجيب حسنين، التى أكدت أنها لا تملك من حطام الدنيا إلا هذا البيت. تقول زوجة نجيب حسنين: «أنا جوزى مات وسابلى 6 بنات وممعيش راجل يصرف علينا، وكل اللى بقبضه 700 جنيه معاش، وكان عندى دكان لكن السيل أخد كل اللى فيه، وبرضو أخد كل اللى فى بيتى». وتتابع: «البيت طلع له قرار إزالة من مجلس المدينة من غير حتى ما يوفر لنا بديل، والله البيت ده إحنا مجددينه مبقالوش 4 سنين وربنا وحده يعلم إحنا جددناه إزاى، ولسه بنسدد فى فلوس الناس اللى عملوه لنا، إزاى هيهدموه، هعيش فين أنا وبناتى؟».
وتستطرد: «السيل نازل على البلد بقاله نحو شهرين ولغاية النهارده معندناش كهربا ولا ميّه، بسبب إن كل مفاتيح الكهربا باظت من الطفلة، ومحتاجة كهربائى علشان ينضفها». تقسم السيدة إنها لم تحصل إطلاقاً على أى تعويضات مادية إلا من خلال حزب النور الذى منحهن 500 جنيه فقط ومرتبة وسريراً وبطانية: «إحنا ما أخدناش أى فلوس من أى حد خالص، غير 500 جنيه من حزب النور، إحنا ربنا نجانا من الموت يا ولدى ومستحيل نكذب عليك همّا بس الـ500 جنيه من حزب النور وبطانية وسرير زى ما أنا قلت لك».
تقف بجوارها إحدى بناتها وتلتقط أطراف الحديث وتقول: «أمى مريضة، وكان عندها عملية المرارة، عملنا جمعية بـ500 جنيه كل شهر علشان نقدر نجمع مبلغ العملية، والحمد لله عملت العملية فى شهر 3 اللى فات وبقت كويسة دلوقتى، لكن لسه بنسدد فى الجمعية، وكل اللى بنقبضه 700 جنيه». وتؤكد الابنة أنها ظلت لمدة ثلاثة أيام تذهب من الصباح حتى المساء للأزهر حتى تحصل على أى مساعدة مالية ولكن دون جدوى، فقررت الذهاب للشئون الاجتماعية وطلبوا منها بعض الأوراق، وبالفعل أحضرت لهم ما طلبوه وبعد فترة ذهبت لتسأل عن المساعدة ولكنها وجدت أن جميع الأوراق التى قدمتها للشئون الاجتماعية قاموا بتضييعها: «أنا رُحت للأزهر علشان آخد مساعدة مادونيش حاجة، فقررت إنى أروح الشئون الاجتماعية علشان يساعدونا، وطلبوا منى ورق وبالفعل أحضرت كل الأوراق اللى طلبوها منى وقدمتها لهم، وبعد كام يوم روحت أسأل على المساعدة قالوا لى إن ورقى كله ضاع ولازم أعمل ورق من أول وجديد، طيب ده يرضى ربنا ولا علشان إحنا غلابة ملناش ضهر».