"أسماء" راح جهازها في الحريق.. وأصحاب الخير ساعدوا الفتاة وأمها بحجرة إيجار
مصطفى أحد أهالي الخير بداخل منزل ثريا بعد تعرضه للحرق
انتظرت الأم "ثريا" ميعاد جواز ابنتها سنوات طويلة، ظروفها الصعبة وحالتها المادية تدفعها في كل مرة إلى تأجيل "الجوازة"، التي باتت حلما بعيد المنال، بسبب عدم قدرتها على شراء جهاز العروسة بأكمله لغلاء الأسعار التي تزيد يوما تلو الأخر، حتى تحدد الميعاد وقبل إقامة الفرح بـ30 يوما لم تتخيل الأم أن ليلة العمر من الممكن ان تتأجل بسبب "عقب سيجارة"، أحرق منزلها البسيط ببولاق الدكرور بالكامل وبداخله جهاز ابنتها "أسماء"، حسب قولها.
ثالوث "الفقر والمرض والحسرة"، الذى يحاصر الأم "ثريا"، لا سيما بعد الحريق الذي طال جهاز ابنتها، وقبلها رحيل الزوج دون معاش، لتبقى هي وابنتها في الوحدة سويا دون عائل يحميهم، أثار شفقة عدد من أهالي المنطقة، الذين قدموا لهما مساعدات كثيرة، مصطفى جميل، أحد الأهالي الذين ساعدوا السيدة الستينية، أوضح أن حالة الأم ساءت حالتها تماماً منذ الحريق: "حالة الست سيئة جدا بسبب الضرر اللي مس بنتها أكتر من خسارتها البيت بعد ما النار مسكت فيه، لأن بيتها قديم جدا، وسقفه بعروق خشب وقش وفوقيه زبالة وواحد رمى عقب سيجارة فوق السطح حرق البيت كله".
حياة مليئة بالتفاصيل المؤلمة، تعيشها "ثريا" بحجرة مؤقتة وفرها "مصطفى" وأصحاب الخير بالمنطقة لها، بحسب الرجل الثلاثيني: "جمعنا نفسنا وهي قاعدة دلوقتي في أوضة إيجار بندفع ليها فلوسها لحد ما ننضف بيتها اللي تحرق، وشيلنا جهاز العروسة والعفش والزبالة المتفحمة من البيت بـ3 ألاف جنيه لحد دلوقتي، ولسه مش عارفين ترميمه هيكلفنا كام، لأن من كتر قوة الحريق في حيطان وقعت، والحمد لله أنهم مكنوش في البيت وقتها".
"راح جهاز بنتي اللي دفعت فيه دم قلبي بقالي سنين"، كلمات بسيطة تعلق بها الأم "ثريا" على حادث الحريق الذي طال منزلها وجهاز ابنتها الوحيدة قبل ميعاد زواجها بشهر: "كنا يومين وهنوديه بيتها، نصيبها وحش البت دي، ومش عارفين هتتجوز إزاي من غير جهاز بعد ما جوازها اتأجل قبل كدة يجي 18 مرة، وأنا كل اللي حيلتي ميسويش ثمن غسالة، وجهازها كله اللي تحرق معدي الـ20 ألف جنيه".