«الأزهر» و«الإفتاء» يطالبان بتحصين فكر الأطفال من «بروباجندا» التطرف
صورة أرشيفية
تصدّت المؤسسات الدينية فى مصر بشدة لاستغلال الأطفال فى الصراعات المسلحة واستخدامهم كانتحاريين فى عمليات إرهابية باسم الدين، وخصص مرصدا الأزهر ودار الإفتاء عدة فتاوى وتوضيحات لمحاربة التشدد والتكفير وعدداً من التقارير لمواجهة الظاهرة ودحضها وإبراز حرمة ذلك.
وأكد تقرير لمرصد الأزهر باللغة الإسبانية عن تجنيد «داعش» للأطفال والقاصرات حُرمة تلك الجرائم التى تقترفها الجماعات المتطرفة، وأوضح أن الإسلام أحاط الطفولة بسياج من الرعاية والعناية، وعدَّ التشريع الإسلامى الاعتداء على الآدمى الصغير من الجرائم التى يوقع على فاعلها أشد العقوبات التعزيرية وأن الذى يدفع صبياً لأعمال إجرامية يعد شريكاً له فى الجرم، وعليه إثمه، لأن الصبى لا يؤخذ شرعاً على تصرفاته العدوانية أو الإجرامية.
وخصص مرصد «التكفير»، التابع لدار الإفتاء، تقريره الثانى عشر لرصد انتهاكات التنظيمات الإرهابية والمتطرفة فى حق الأطفال، والرد عليها، حيث أكد أن «الإسلام اهتم بالطفل اهتماماً كبيراً، وأقرت الشريعة الإسلامية جملة مبادئ وأحكام تكفل صون الأطفال وحمايتهم أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، وذلك تقريراً منها أن الطفولة حِمى يجب أن يبتعد عنه المتقاتلون والمتحاربون ويحرم الاقتراب منه، فضلاً عن وضع جملة من المبادئ والقيم لحماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة».
وذكر التقرير مجموعة من هذه المبادئ والقيم؛ أهمها أن «الإسلام نهى عن قتل الأطفال فى الحروب، وأجمع الفقهاء على تحريم قتل الأطفال أثناء النزاعات المسلحة وعدم التعرض لهم، ونهى النبى -صلى الله عليه وسلم- نهياً صريحاً عن قتل النساء والصبيان فى الحروب، حيث قال: «ما بال أقوام بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية؟ ألا لا تقتلوا ذرية، ألا لا تقتلوا ذرية»، قيل: يا رسول الله، أوليس هم أولاد المشركين؟ قال: «أوليس خياركم أولاد المشركين».
وحرصت الشريعة الإسلامية على توفير الحماية الجسدية للأطفال بمنع قتلهم أثناء النزاعات المسلحة والحروب، كذلك فقد حرصت على أن توفر لهم الحماية النفسية والاجتماعية، وكفلت لهم حق الأمن والأمان ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعى بعيداً عن الخوف والرهبة، حيث أمرت بعدم التفريق بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم وذوى قرابتهم إن كانوا صغاراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من فرّق بين والدة وولدها فرّق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة».
ومن أهم هذه المبادئ التى أقرها الإسلام، حماية للأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، منع الأطفال من الالتحاق بالجيش وخوض غمار الحروب؛ لأن الطفل ضعيف البنية لا يقدر على تحمل ويلات الحروب، ولأنه مظنة الرحمة فلا يؤتى به إلى التهلكة، حيث رد النبى رافع بن خديج يوم غزوة «بدر» لصغر سنه، كما رد عبدالله بن عمر يوم أحد كذلك، وهناك كثير من الصحابة الذين ردهم الرسول عن الجهاد والمشاركة فى الحروب لصغر سنهم، ومنهم أسامة بن زيد والبراء بن عازب وسمرة بن جندب.
ومن التدابير التى طرحها مرصد دار الإفتاء فى التقرير: ضرورة تفعيل القوانين الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، وبث الوعى بمخاطر هذه الانتهاكات التى تهدد مستقبل الأمة، كذلك الحث على التدخل الفورى لتحرير الأطفال من البيئات التى يجرى فيها استغلالهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم فى نشاطات متنوعة بهدف إعادة تأهيلهم بإشراف كوادر مدربة من الإخصائيين من علماء الدين والتربية والنفس.