استغاثات من خريجات كليات الحقوق لرفض تعيينهنّ بمجلس الدولة
د.ايمان بيبرس
تلقت جمعية "نهوض وتنمية المرأة" على مدار اليومين الماضيين العديد من الاستغاثات من خريجات كليات الحقوق، بسبب رفض مجلس الدولة من تسليمهن ملف مجلس الدولة لشغل وظيفة مندوب مساعد بمجلس الدولة.
وكانت الفتيات تقدمنّ بتاريخ 30 يناير 2014 لسحب ملف مجلس الدولة لشغل وظيفة مندوب مساعد بمجلس الدولة، ولكنهنّ فؤجئنّ برفض المجلس لتسليمهنّ الملف، ومن هنا قامت أكثر من 20 فتاة بعمل تظلم بمكتب رئيس مجلس الدولة، وقمنّ بتحرير محضر بقسم الدقي في نفس اليوم باثبات تلك الحالة، ومطالبة المجلس بإلغاء قرار امتناعه عن تسليم الملفات للخريجات، حتى صدر في 8 سبتمبر 2015 قرار تعيين مندوبين مساعدين من خريجي دفعة 2013 واقتصارها على الذكور فقط، بموجب القرار الجمهوري رقم 356 لسنة 2015، وقد حدث الأمر ذاته مع دفعتيّ 2014 و2015 عندما أعلن مجلس الدولة عن احتياجه لشغل وظيفة مندوب مساعد بمجلس الدولة من الدفعتين.
وقالت جمعية "نهوض وتنمية المرأة"، في بيان لها: "باعتبارنا جمعية أهلية نسوية تهدف بشكل أساسي إلى الدفاع عن حقوق المرأة بكافة المجالات، نؤكد دعمنا الكامل والشديد لحق فتياتنا خريجات كليات الحقوق في التعيين بالمجالس القضائية وأحقيتها الكاملة لشغل كافة الوظائف التابعة له ومنها وظيفة مندوب مساعد بمجلس الدولة".
وأشار البيان إلى أن الدستور الحالي للدولة يكفل للمرأة هذا الحق طبقًا لما هو منصوص عليه في المادة (11): "تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقاً لأحكام الدستور. وتعمل الدولة علي اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلاً مناسبا في المجالس النيابية على النحو الذي يحدده القانون كما تكفل للمرأة حقها في تولي الوظائف العامة ووظائف الادارة العليا في الدولة والتعيين في الجهات والهيئات القضائية دون تمييز ضدها".
وأوضح البيان أن قانون مجلس الدولة رقم 47 لعام 1972 ينص في الباب الرابع تحت عنوان "نظام أعضاء مجلس الدولة" بالفصل الأول تحت عنوان "التعيين والترقية وتحديد الأقدمية" المادة 73: "يشترط فيمن يعين عضوا بمجلس الدولة أن يكون مصريا متمتعا بالأهلية المدنية الكاملة، وأن يكون حاصلا على درجة الليسانس من إحدى كليات الحقوق بجمهورية مصر العربية أو على شهادة أجنبية معادلة لها وأن ينجح في الحالة الأخيرة في امتحان المعادلة طبقًا للقوانين واللوائح الخاصة بذلك. ويكون محمود السيرة حسن السمعة، وألا يكون قد حكم عليه من المحاكم أو مجالس التأديب لأمر مخل بالشرف ولو كان قد رد إليه اعتباره، وأن يكون حاصلا على دبلومين من دبلومات الدراسات العليا أحدهما في العلوم الادارية أو القانون العام أذا كان التعيين في وظيفة مندوب".
وطالبت جمعية "نهوض وتنمية المرأة" بفتح باب التقدم للإناث، لما يحمله من تقدير لكفاءة المرأة وتعزيز مكانتها وحقها في تولي مناصب قضائية، مؤكدة أن معيار الرفض الوحيد هو "عدم الكفاءة" ولكن المرأة المصرية أثبتت بالفعل جدارتها وكفاءتها في جميع المناصب بالإضافة إلى دورها الفعال والمؤثر تجاه الوطن على مر التاريخ بشكل عام وخلال السنوات الست الأخيرة بشكل خاص.
كما طالبت المؤسسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة التدخل السريع بهذه القضية (قضية تعيين الفتيات بالمناصب القضائية)، وقال بيان الجمعية: "نحن على ثقة بأن الرئيس السيسي سوف يحقق وعده لنا بأن يكون عام 2017 هو عام المرأة المصرية، لتحصل على كافة حقوقها بما يعمل على تمكينها سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا".