تراجع استخدام الحفاضات حفاظاً على الميزانية: عودة زمن «الكافولة»
الأمهات يعانين من ارتفاع أسعار الحفاضات
منذ التسعينات من القرن الماضى، تصدرت الحفاضات الورقية قائمة المستلزمات المنزلية للأسر التى لديها أطفال رضع، فكانت جنباً إلى جنب القوائم الخاصة بالطعام والشراب، إلا أن ارتفاع أسعارها فى الآونة الأخيرة، أدى إلى لجوء بعض الأسر إلى إلحاقها بقوائم الرفاهيات مع إمكانية استبدالها بـ«الكافولة»، التى كانت طريقة الجدات فى العناية بأبنائهن.
«البانتى المشمع».. قطعة قماش طولية من القطن، يليها طبقة من المشمع الأبيض، ثم قطعة قطنية أكثر سمكاً من سابقتها، ثم ربطها ببعض طولياً بواسطة «ماكينة الخياطة»، وتزويد أطرافها بكباسين لتكون على شاكلة الحفاضة الورقية، هو البديل الذى لجأت إليه وفدية أحمد، عاملة نظافة عشرينية، إلى جانب استخدامها للحفاضات الورقية التى تعتمد عليها خارج المنزل فقط، قائلة: «الحفاضات الورقية غالية قوى، أوفر فلوسها للأكل أولى». وقالت كريمة أمين، خياطة خمسينية، عن تجربتها فى خياطة الحفاضة: «زمان كان بيجيلى كتير أخيطلهم كوافيل، لكن دلوقتى ممكن يجيلى واحدة كل كام شهر عشان تخيط بانتى مشمع». بينما فضلت شيماء الروبيجى، ربة منزل عشرينية، الحفاضات ذات الألياف القطنية الجاهزة، التى تعرفت عليها من جروب خاص بالأمهات الإيطاليات، التى استخدمتها لطفلتها الثانية، منذ الولادة إلى أن بلغت الآن عامها الثانى.
لم تكن دكتورة نهى أبوالوفا، إخصائية طب الأطفال، ضد فكرة الكافولة التقليدية، إن كان يتم تغييرها للأطفال بشكل فورى إذا تم تبللها، كما يتم غسلها جيداً على درجة الغليان فى كل مرة، ولكن استخدامها فى فصل الشتاء يكون ضاراً للطفل حيث كثرة تبلله يمكن أن يعرضه للإصابة بالبرد فى المثانة، والمعدة، والصدر، كما أن ترك الكافولة مبللة على جسد الطفل قد يعطى الفرصة لتكوين البكتيريا والفطريات، التى قد تؤدى إلى التهابات بالجهاز التناسلى، وتسلخات بجلد الطفل.