قبل "هدير مكاوي".. أشهر قضايا النسب بين الإنكار والإثبات
عز وزينة
"حبيت إنسان بشكل يكاد يكون مرضي، اتفقنا على الجواز ولأنه كان في مشاكل مع والده، جوازنا مكانش رسمي، ولما واجهت الكل بحملي وقفوا ضدي، ودلوقتي رافعة قضية نسب لابني".. تدوينة طويلة كتبتها هند مكاوي، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مع بداية 2017، احتفالا بـ"عام المرأة"، ولم تكن تدري أنها ستفجِّر من ورائها موجة جدل ضخمة للغاية.
أثار ما كتبته هدير حالة شديدة من الجدال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يعتبرها "بطلة" وأنها أول "Single Mother" في مصر احتراما لرغبتها في عدم إجهاض ابنها بشهور حملها الأولى واتجاهها لإثبات نسبه، وبين فريق آخر رفضها واستنكرها بشدة واعتبر ما فعلته "مخالفا للدين الإسلامي".
وهو ما يعيد للأّذهان، مشاهد عدة عن قضايا "إثبات النسب" التي يصاحبها جدال كبير في المجتمعات العربية بين الاستنكار والتعاطف، إلى أن يحسمها القضاء، إما بتأكيد نسب الطفل للمدعو عليه أو إبقائه بدون هوية، وينال المشاهير والفنانون نصيبا كبيرا منها.
ففي عام 1927، نشرت الفنانة المسرحية فاطمة سري بمجلة "المسرح" الأسبوعية قصة زواجها العرفي من محمد بك شعراوي ابن هدى شعراوي، رائدة حركة تحرير المرأة، وعلي باشا شعراوي، رفيق الكفاح مع سعد زغلول، ولجوءها إلى القضاء لإثبات نسب طفلتهما "ليلى" التي أيدت أبوته بعد 3 أعوام من النزاع، وهي القصة التي استوحى منها الكاتب مصطفى فيلمه "فاطمة" الذي قامت ببطولته أم كلثوم وأنور وجدي.
وبقدر شهرتها الضخمة، عانت الفنانة "شريهان" لـ16 عاما منذ مولدها، مع والدتها في إثبات نسبها إلى عائلة المحامي عبدالفتاح الشلقاني، الذي تزوجت منه والدتها سرا، إلى أن حسمت المحكمة الأمر عام 1980 وأثبتت نسبها.
ومن بين أشهر قضايا النسب بالوسط الفني، أزمة الفنان أحمد الفيشاوي مع هند الحناوي، حيث اعترف بنسب الطفلة "لينا" له، بعد عامين من النزاع بين أروقة المحاكم، رفض خلالهما إجراء تحليل إثبات نسب، وأجرى عشرات الحوارات في الفضائيات، أنكر فيها زواجه من هند الحناوي، مهندسة الديكور، عرفيا، وأبوته لابنته.
وفي عام 2012، أقامت الفنانة اللبنانية قمر، دعوى إثبات نسب ضد رجل الأعمال جمال مروان، نجل أشرف مروان، المستشار الأمني للرئيس الراحل أنور السادات، لإثبات نسب ابنها "جيمي" له، إلى أن تم شطب الدعوى، ولكنها ما زالت تؤكد نسب طفلها لمروان وسعيها لإثبات ذلك.
وبعد عام، فجَّرت الفنانة زينة آخر قضايا إثبات النسب التي لم ينتهِ جدالها حتى الآن، حيث أقامت دعوى قضائية ضد الفنان أحمد عز، بعد زواجهما عرفيا، لإثبات نسب توأميها، لكن "عز" رفض هذه الادعاءات، رافضا إجراء تحليل الـDNA، إلى أن أسدلت محكمة الاستئناف الستارة على القضية في يناير الماضي، بتأييد نسب الطفلين التوأم إليه.