عدد النسخ والتمسك بـ«الأمريكى» عائقان أمام انتشار الفيلم الأفريقى
زند
نجحت السينما الأفريقية أن تثبت وجودها فى المهرجانات الدولية ودور العرض السينمائية حول العالم، بمشاركة عدد كبير من دول القارة فى مهرجانات كبرى مثل برلين وكان، كما تعتمد دول أخرى على الإنتاج المشترك خاصة مع فرنسا، التى تعد السوق الخارجية الأبرز لأفلامهم، فيما نجحت نيجيريا أن تقتحم مجال صناعة السينما وتتفوق فى هذا المجال وتصبح القوة السينمائية الأبرز فى القارة، والثانية على مستوى العالم بعد هوليود من حيث كم الأفلام المنتجة سنوياً، التى وصلت بها إلى دور العرض فى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
«بدوى»: وجود الفيلم الأفريقى ضد مصلحة الموزعين
الموزع السينمائى أنطوان زند قال إن السوق السينمائية فى مصر لا تتقبل سوى المنتج السينمائى الأمريكى فقط، وبالتالى لا تتفاعل مع أى سينما مختلفة سواء الآسيوية أو الأفريقية، وأضاف لـ«الوطن»: «فى فترة السبعينات وجدت السينما الهندية بشكل جيد فى دور العرض السينمائية، وتوقفت بعد ذلك وعندما حاولنا إعادة التجربة بعد ذلك فشلت تماماً، ومحاولات عرض الأفلام الأوروبية بشكل عام لم تحقق أيضاً النتيجة المرجوة منها، وبالتالى الساحة المصرية لا تفضل الدخول فى تجارب جديدة، لذلك يلجأ الموزعون إلى الأفلام المضمونة بالنسبة لهم دون مجازفة فى تقديم نوع جديد من الأفلام التى قد تحقق خسارة». وقال أحمد بدوى، مدير عام شركة «نيوسنشرى»، إن السينما الأفريقية ليس أمامها سوى فرصة واحدة للوجود فى مصر من خلال مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، متابعاً: «الأعمال السينمائية المشاركة فى فعاليات المهرجان لا تكون قوية بصورة كبيرة، والمشاهد المصرى لا يتفاعل سوى مع الأفلام الأمريكية، حتى إنه يواجه صعوبة فى التفاعل مع الأفلام الفرنسية أو الإسبانية، على سبيل المثال»، وأضاف: «السوق المصرية تواجه معوقات فيما يتعلق بتوزيع الفيلم الأجنبى، حيث يحدد عدد نسخ معينة للفيلم، فالمشكلة ليست عند المتلقى بشكل أساسى، لأنه ليس من مصلحة الموزعين المسئولين عن توزيع الفيلم الأجنبى توسيع السوق السينمائية فى مصر مقابل غلق السوق على الأفلام الأمريكية، ولكن إذا وُجدت الآلية التى يمكن من خلالها عرض تلك الأفلام، إضافة إلى وجود دعاية وتعريف للجمهور بالفيلم الأفريقى فقد يحقق ذلك رواجاً لهذا النوع من السينما فى مصر».
ويرى محسن البغدادى، مدير شركة «النصر» للتوزيع، أن السوق السينمائية تعانى من بعض المشاكل فى الفترة الأخيرة، قائلاً: «غرفة صناعة السينما ووزارة الثقافة تقفان أمام طلبات الموزعين بزيادة نسخ الأفلام الأجنبية، وبالتالى من الصعب وجود نوع آخر من الأفلام بخلاف الأمريكية»، وأضاف: «يمكن أن يتم توزيع الأفلام الأفريقية من خلال فتح سوق متبادلة بين دول القارة، فنحن نعرض أفلامهم مقابل عرض أفلامنا، ما يحقق رواجاً على جانب الصناعة والجانب الفنى، على أن يتم ذلك من خلال غرفة صناعة السينما وتواصل مع المسئولين فى الدول الأفريقية الأهم فى مجال السينما».