بروفايل: «أبوالنجا».. رحيل هادئ
صورة تعبيرية
صوت قوى يعكس ثقة كبيرة فى النفس، ألفه المستمعون على مدار أكثر من 30 عاماً عبر أثير محطات الإذاعة المصرية العتيقة، سيفتقدونه بالطبع، بعد أن رحلت صاحبته فى هدوء عن عمر يناهز 73 عاماً بعد رحلة طويلة من العمل فى أروقة مبنى الإذاعة والتليفزيون بوسط القاهرة.
قدمت نجوى أبوالنجا، من مدينة المنصورة إلى العاصمة فى ستينات القرن الماضى، مسلحة بالحلم والعزيمة الصلبة، مصرة على أن تكون رقماً فاعلاً فى الحياة، بعد أن ورثت حب اللغة العربية، وحفظ القرآن الكريم من والدها، رغم دراستها فى إحدى المدارس الفرنسية، والتحاقها فيما بعد بكلية الحقوق جامعة القاهرة، بجانب دراستها للفنون المسرحية أيضاً.
بصحبة أحد أصدقاء العائلة، توجهت «أبوالنجا» إلى مبنى الإذاعة لإجراء اختبارات المذيعين، وهى طالبة بالجامعة، وتم اختيارها كمذيعة ربط بشبكة صوت العرب، وحظيت بدعم كبار الإذاعيين، مثل أحمد سعيد، ووجدى الحكيم خلال تلك الفترة، حتى تم ضمها رسمياً للإذاعة بعد التخرج فى الجامعة، لتقضى بها ثلاثين عاماً كاملة، بداية من عام 1963 وحتى خروجها إلى المعاش عام 1993، قدمت خلال تلك المدة عدداً كبيراً من البرامج، مثل: «يا هلا»، «نجمات على الهواء»، «واحد + واحد»، «أضواء على الجانب الآخر» والبرنامج الأخير بدأت حلقاته الأولى عام 1977، واستمر حتى عام 1993، على إذاعة صوت العرب.
التقت «أبو النجا» خلال عملها الإذاعى بعدد كبير من الشخصيات العربية المرموقة، مثل السيد عمر البشير، رئيس السودان، والزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ورغم عملها بالتليفزيون لفترة قصيرة، فإنها فضلت العمل بالإذاعة، بعد تقديم البرنامج التليفزيونى «السهرانين» بتكليف من وزير الإعلام.
تولت الراحلة عدة مناصب، منها رئيس شبكة «الشباب والرياضة»، ورأست أيضاً قطاع قنوات النيل «المتخصصة»، وعملت محاضرة بمعهد الإذاعة والتليفزيون، وعضو لجان اختيار المذيعين والمعلقين الرياضيين، وعضو شعبة الإعلام بالمجالس القومية المتخصصة.
قبل رحيلها بعدة أشهر، وافقت «أبوالنجا» على تسجيل برومو لإذاعة ماسبيرو F.M الجديدة التى انطلقت فى أكتوبر الماضى، كما قامت بإهداء الإذاعة قائمة بأرقام الشرائط التى تحمل تسجيلات البرامج التى قدمتها على مدى مشوارها الإذاعى الحافل، قبل أن يتم نقلها يوم الأربعاء الماضى، إلى مستشفى المعادى العسكرى، لتعرضها لأزمة صحية، وتوفيت عن عمر 73 سنة.