ميرفت أمين: أرفض كتابة مذكراتى وتقديم قصة حياتى على الشاشة.. والجمهور يتجه للسينما أحياناً هرباً من الواقع
الفنانة الكبيرة ميرفت أمين
تواصل الفنانة الكبيرة ميرفت أمين الإبحار فى موهبتها، والدفع بموجات جديدة من الإبداع لعالم السينما والدراما التليفزيونية، لنقف أمام واحدة من كبرى النجمات اللاتى وهبن حياتهن للفن فى سبيل إسعاد الجمهور، الذى يُعد شاغلها الأول والأخير. وفى حوارها مع «الوطن» تتحدث «ميرفت» عن تفاصيل فيلمها الجديد «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، الذى تقوم ببطولته إلى جانب يسرا اللوزى، وبيومى فؤاد، وطارق الإبيارى، ومحمد مهران، وكوكبة من النجوم، كما تكشف أسباب موافقتها على مسلسل «قصر العشاق»، الذى يضم كوكبة من نجوم جيلها وهم عزت العلايلى وفاروق الفيشاوى وحسين فهمى وبوسى وسهير رمزى، وتبدى آراءها فى الكثير من القضايا الفنية المهمة خلال السطور المقبلة.
■ ما الذى جذبك للموافقة على بطولة فيلم «ممنوع الاقتراب أو التصوير»؟
- أسباب عدة، منها إعجابى بطبيعة الفيلم وحداثة فكرته، علماً بأن إطاره العام مستمد من قصة واقعية، ولكن الفيلم نفسه جديد من نوعه، بحكم أن أغلب أحداثه تدور داخل قسم شرطة، إثر انتقال عائلتى الارستقراطية للإقامة فيه بحسب الأحداث، حيث أسعد دائماً بتقديم الموضوعات الجديدة، كالتى وجدتها فى أفلام مثل «من 30 سنة» و«بتوقيت القاهرة»، لأن مثل هذه الموضوعات يصعب إيجادها بسهولة، وانطلاقاً من هذا السبب، اعتذرت عن العديد من العروض السينمائية والتليفزيونية، لكونها متشابهة مع أعمال قدمتها فى أوقات سابقة، لأنى شخصياً أحب تقديم كل ما هو جديد دون تكرار.
أحب أفلام «منى والسقا ودنيا وكريم».. ولم يتصادف أن شاهدت أعمال محمد رمضان.. وتركيبة «قصر العشاق» أعجبتنى.. وأنتظر عودة شريهان لأنى بحبها
■ هل تصنفين فيلمك الجديد تحت قالب الكوميديا؟
- ليس كوميدياً بالمعنى المتعارف عليه، ولكن مواقفه الدرامية تنبع منها حالة كوميدية، بمعنى أن الفيلم يعتمد على كوميديا الموقف ليس أكثر.
■ لماذا أصبحت أدوارك السينمائية الأخيرة يتخللها خط كوميدى فى تركيبتها؟
- لا أميل لتقديم الكوميديا الصرف، وإنما أحب تقديم الموضوعات الجيدة التى يتخللها الضحك، وهذه المسألة وجدتها فى فيلم «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، لاعتماده على كوميديا الموقف مثلما أشرت سلفاً.
■ ما الاختلاف بين شخصية «ثريا» الأم المسيطرة على أولادها بحسب أحداث الفيلم ودور «حكمت» الذى قدمتِه فى مسلسل «الرجل الآخر» منذ سنوات وبدت قاسية على أبنائها؟
- «حكمت» كانت شديدة القسوة على أبنائها لأنها كانت خائفة من ضياع كل شىء حولها، ما دفعها للمحاربة بعنف فى «الرجل الآخر»، أما شخصية «ثريا» فى الفيلم فهى تخاف على أولادها بغرض حمايتهم، حيث ستوضح أسباب هذا الخوف عند وقوع صدام بينهم، ولكنى لن أحرق تفاصيل هذا الصدام.
■ معنى كلامك أن الفيلم يناقش طرق التربية السليمة.
- نعم، ولكن من دون اتباع سياسة القسوة والعنف فى التربية، لأن «ثريا» بمنطقها وتفكيرها تعتبر خوفها على أولادها نوعاً من أنواع الحماية.
■ أحداث الفيلم تتعرض للعلاقة بين الشعب والشرطة.. فكيف تُظهرون طبيعة هذه العلاقة؟
- بداية الأحداث تشهد حالة من الشد والجذب بين الطرفين، بحكم انتقال عائلة «ثريا» للإقامة داخل غرفة بالقسم، نظراً لوجود صراع على الأرض التى بُنى عليها القسم، باعتبارها محل نزاع بين الطرفين، وانتقال أسرة للعيش داخل قسم شرطة لا يُعد وضعاً طبيعياً ومألوفاً، ولكن عندما يحدث تقارب بينهم، يتولد نوع من أنواع التفاهم فى نهاية الفيلم.
■ ألا تخشين من تعرض أسرة الفيلم للانتقادات بما أن بعض مواقفه الكوميدية تتناول بعض ممارسات الشرطة بحق المواطنين؟
- على الإطلاق، لأن نهاية الأحداث ستشهد تحسناً كبيراً وملموساً فى العلاقة بينهما، وكلامى سيبدو واضحاً للقارئ عند طرح الفيلم فى دور العرض.
■ كيف استقبلت مطالبة الرقابة بتغيير اسم الفيلم «قسم ماما»؟
- أرى أن «ممنوع الاقتراب أو التصوير» هو الاسم الأنسب للفيلم، لأن اسم «قسم ماما» أقرب إلى «الردح»، وكان ربما يعطى انطباعاً أننا نقدم فيلماً تدور أحداثه فى إطار شعبى.
■ ألم ينتابك القلق من التعاون مع المخرج رومانى سعد فى أولى تجاربه الروائية الطويلة؟
- لم يراودنى شعور بالقلق على الإطلاق، لأن الأستاذ رومانى بجانب أنه مخرج الفيلم فهو كاتب السيناريو، وأنا أشعر دائماً أن المؤلف هو أحرص شخص على تقديم عمل جيد، وأشبّه «رومانى» هنا بالأب الذى يعتنى بطفله الأول، خاصة أنه قدم العديد من الأفلام التسجيلية التى حصد عنها جوائز، وهو فى هذا الفيلم يقدم نفسه فى أول أفلامه الروائية الطويلة.
■ ما حقيقة مشاركتك فى إنتاج الفيلم بحسب ما تردد؟
- غير صحيح، فأنا لا أصلح لمجال الإنتاج، لأنى لست على صداقة مع الحسابات والأرقام.
■ ماذا عن تجربتك التليفزيونية فى مسلسل «قصر العشاق» الذى يضم كوكبة من نجوم جيلك؟
- من المقرر أن نبدأ تصوير المسلسل نهاية يناير الحالى، تمهيداً لعرضه فى رمضان المقبل، وقد تحمست له لإعجابى بتركيبته التى تتحمل وجود هذا الجمع فى عمل واحد، فضلاً عن أنها المرة الأولى التى نجتمع فيها معاً، فربما التقينا أحياناً بشكل منفصل، بحيث ترانى مع عزت العلايلى فى عمل واحد أو ترانى مع فاروق الفيشاوى.. إلخ، وأعتقد أن فكرة هذا الجمع جيدة.
■ وما طبيعة دورك؟
- أتحفّظ عن ذكر تفاصيل دورى، وأتركه مفاجأة للجمهور.
■ ألم تترددى فى التعاون مع المنتج ممدوح شاهين نظراً لدخوله فى أزمات مع عدد من الممثلين خلال الآونة الأخيرة؟
- لم أتخوف من التعاون مع ممدوح شاهين، وأتمنى أن يلقى «قصر العشاق» إعجاب الجمهور عند عرضه فى رمضان المقبل.
■ ما رأيك فى مستوى الدراما التليفزيونية خلال الآونة الأخيرة؟
- لم أقدم أعمالاً تليفزيونية منذ فترة، ولكنى أعجبت بمستوى بعض المسلسلات التى شاهدتها فى رمضان الماضى، ومنها «جراند أوتيل»، الذى أعجبنى بدرجة تفوق الوصف، وكذلك «أفراح القبة» و«فوق مستوى الشبهات»، الذى قدمت فيه يسرا دوراً جديداً ومختلفاً، حيث وجدت طبيعة الموضوعات المقدمة جيدة وجديدة، رغم عدم تمكنى من متابعة كل الأعمال المعروضة بسبب ضيق الوقت، ولكنى شاهدت «الميزان» بعد العرض الرمضانى، وأعجبت بمستواه الفنى.
■ هل تمانعين المشاركة فى نوعية المسلسلات ذات الحلقات الممتدة؟
- إذا كانت مكتوبة بشكل جيد فلا أمانع تقديمها، خاصة أن الجمهور كان مقبلاً على مشاهدة المسلسلات التركية والهندية، وعن نفسى شاهدت المسلسل التركى «على مر الزمان» وأعجبت بموضوعه.
■ وما الفارق بين الدراما المصرية ونظيرتها التركية من وجهة نظرك؟
- أشعر بوجود مساهمة فعالة من وزارة السياحة التركية فى تقديم المسلسلات هناك، ولا أعرف إذا كانت هذه حقيقة أم لا، ولكنهم يُبرزون جمال بلدهم بشكل رائع، لدرجة أن هناك أناساً يسافرون إلى هناك لمشاهدة هذه الأماكن، ولذلك أود أن أشيد بأحمد حلمى الذى صور فيلمه الأخير «لف ودوران» فى شرم الشيخ، وكذلك صنّاع مسلسل «جراند أوتيل»، الذى قام بعمل رواج سياحى للفندق الذى تم تصوير الأحداث بداخله فى أسوان.
■ «الفن مرآة للواقع» جملة مطاطية يتداولها صنّاع الأعمال الفنية عند إبرازهم مشاهد القبح الموجودة فى واقعنا وآخرون يرون أن الفن مطالب بتجميل الواقع.. فأى من وجهتى النظر تؤيدين؟
- أؤيد وجهة النظر التى تطالب بعدم إبراز الأعمال الفنية للقبح، لأن الجمهور أحياناً يهرب من الواقع للسينما رغبة فى الاستمتاع بجمال الشاشة الفضية ومشاهدها الجميلة.
■ إذاً أنت تعارضين انتشار مشاهد القتل والعنف والبلطجة فى أعمالنا الفنية.
- لا أحب هذه النوعية من المشاهد، وكذلك أفلام الرعب لا أحب مشاهدتها، وهنا أنا أحدثك عن نفسى، لأن هناك فئات تعشق مشاهدة أفلام الرعب مثلاً.
■ كيف ترين موافقة مجلس الوزراء مبدئياً على مشروع قانون مكافحة الترويج للمخدرات فى وسائل الإعلام والأعمال الفنية بحيث تُمنع وسائل وطرق التعاطى على نحو يشجع على المحاكاة؟
- إذا ضربت مثالاً بفيلم «المدمن» لأحمد زكى، رحمه الله، فكيف كان يمكنه إذاً تجسيد الشخصية وفقاً لهذا القانون؟ علماً بأن الأعمال الفنية لا تدعو الجمهور لتعاطى المخدرات، بل توضح أضرارها لهم عبر نموذج يحبه الشباب، والذين عندما يرون صحته تتعرض للتدمير بفعل المخدرات فلن يقتربوا منها.
■ لماذا اكتفيت بـ«مطار الحب» كتجربة مسرحية وحيدة طيلة مشوارك الفنى؟
- لارتباطى بتقديم أعمال تليفزيونية وسينمائية، وبالتالى لم يكن هناك مساحة للاتجاه إلى المسرح.
■ بسبب التزاماته اليومية؟
- المسألة لا علاقة لها بالالتزام، لأنى ملتزمة بطبعى فى مهنتى، ولكن «سينما وتليفزيون ومسرح مع بعض كتير».
■ هل تتابعين عروض «مسرح مصر» التى يقدمها أشرف عبدالباقى وعدد من الفنانين الشباب؟
- لم أشاهدها، وبعيداً عن هذه الجزئية، فأنا لا أفتح التليفزيون سوى لمشاهدة الأفلام القديمة.
■ وماذا عن برامج التوك شو؟
- لا أتابعها، حيث أتعرف على مجريات الأوضاع عبر الصحف.
■ لماذا لم تكررى تجربة الجلوس على كرسى المذيعة بعد نجاح برنامجك «مساء الجمال مع ميرفت ودلال» الذى قدمته مع دلال عبدالعزيز؟
- لم أتلق عرضاً يحمل فكرة جيدة، ولكنى سعدت بتجربة البرنامج مع دلال عبدالعزيز، وتلقيت عنها ردود فعل أكثر من جيدة.
■ أى من نجوم الشباب تستمتعين بمشاهدة أعماله؟
- أحب مشاهدة أفلام منى زكى ودنيا سمير غانم وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وشريف منير.
■ ومحمد رمضان؟
- لم يتصادف أن شاهدت أياً من أعماله، لأن هناك مسلسلات رمضانية تتعرض للظلم بسبب ضيق الوقت.
■ ألا تفكرين فى كتابة مذكراتك أو تقديم قصة حياتك الحافلة بالنجاحات الفنية فى عمل فنى؟
- لن أقدم على هذه الخطوة، ورفضت عرضاً شبيهاً بما قدمه عمر الشريف عن مشواره، لأنى أرى أن حياتى الفنية والشخصية شأن خاص بى.
■ أخيراً.. كيف ترين عودة الفنانة شريهان للساحة الفنية بعد غياب 15 عاماً؟
- «يا ريت»، ومنتظرة أشوف «شيرى» هتقدملنا إيه، لأنها شخصية جميلة ورائعة، وأحبها كثيراً على الصعيد الشخصى.