أول يوم رئاسة.. يرقى «ترامب» إلى سدة الحكم
الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب
لسنوات طويلة، ظن الجميع أن العالم لن يكون أكثر جنوناً مما هو عليه، ولكن الواقع كان يأتى دوماً ليخيب كل تلك الظنون، فاليوم يصعد إلى رئاسة أقوى دولة فى العالم رجل أقل ما قيل فى ذمه أنه «مجنون فاشى»، فى وقت يراه فيه مؤيدوه «أكثر صراحة وجرأة» على إعلان الحقائق أمام العالم دون التصنع والادعاء على غرار أسلافه.
بينما يتسلم الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، مهام منصبه رسمياً اليوم، ينتقل العالم إلى مرحلة جديدة لا يتضح لها معالم واضحة، فالرئيس الجديد تعمد انتهاج خطوات متناقضة منذ اللحظة الأولى لإعلانه الترشح للرئاسة الأمريكية، فاليوم يوجه الاتهامات للمسلمين ويتوعدهم، وغداً يدعى أن لديه أصدقاء مسلمين كثيرين يفهمون تماماً ما كان يقصد وأن القصد هم المتطرفون منهم وليس المسلمين جميعاً. تارة يخرج ليوجه الانتقادات لـ«الحلفاء» من أوروبا والخليج، وأخرى يطالبهم بالتعاون لمواجهة الإرهاب.
هكذا هو الوضع، فى وقت يتغير فيه وجه العالم تتغير فيه ملامح الرئاسة الأمريكية فى الوقت ذاته، بداية من انتهاك القوانين ومخاوف التعدى على الحريات وحتى التراجع على المستوى الدولى والانكفاء والانعزال فى ظل أزمات جمة يشهدها العالم. اليوم، وبينما يتسلم الرئيس الجديد مهام منصبه، يسلط العالم أنظاره على ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، فهل يتراجع «ترامب» عن سياسات اتُبعت على مدار عقود طويلة فى الولايات المتحدة؟ أم أنه سيخالف توقعات الجميع ويكون أكثر حذراً فى التعامل مع المسائل الإقليمية والداخلية؟
بحسب المحللين والخبراء، ستكون العقبات الكبرى أمام «ترامب» هى قضايا الشرق الأوسط، فالرجل الذى تعهد بالتوقف عن الانخراط فى حروب ليس للولايات المتحدة دخل بها من الأساس، سيجد نفسه مجبراً على التورط فى أحداث المنطقة بسبب تفاقم أزماتها وتزايد المخاوف من احتمالات أن تطال تلك الأزمات بلاده نفسها، وهو ما يفرض تساؤلات عدة حول مدى قدرة الرجل على إدارة تلك الملفات، بينما يرى آخرون أنه سيلجأ على الأرجح إلى ترك الملفات الشائكة لنوابه ومستشاريه على غرار ما كان يفعل الرئيس الأسبق جورج دابليو بوش.