قال صديقى: ما رأيك فى الصحافة؟ قلتُ: معظمها سلبيات، قال: حتى جريدة «الوطن»؟ قلت: الكل، حتى «الوطن» و«الحرية والعدالة»، قال: «الوطن» سبب كل مشاكلنا، أما «الحرية والعدالة» ففيها مهنية ومصداقية! قلتُ: أما عن المهنية والمصداقية فالقارئ يرى «الوطن» بلا مهنية، أو يراها الأكثر مهنية.. كلٌ حرٌ فى رأيه ويُحترم، أما «الحرية والعدالة» فلا تعدو كونها مجلة حائط، وبالتالى فلا توصف بالمهنية ولا بغير المهنية أصلاً.
ثم اكتشفت أن «الوطن» سبب كل مشاكلنا بالفعل، حيث عطلت الجريدة تطبيق الشريعة، ومشروع النهضة، وقامت بتحريض الإخوان لتجاوز رأى الأزهر فى «الصكوك»، وحرَّضت مستشارى الرئيس للاستقالة، وقال «الجلاد» لهم قولوا: «إن مصر تُحكم من المقطم»، مقابل تخصيص عمود فى «الوطن» لكل مستشار، وبعد أن استجاب المستشارون تنصلت «الوطن» من وعودها لهم.
لم يقف «الجلاد» وجريدته عند هذا الحد، بل استخدم علاقاته الدولية لإهانة الرئيس، حيث حرَّض الرؤساء لعدم استقباله فى قطر والصين وروسيا وروما، وقال لهم: أرسلوا ممثلين عنكم لتسقط هيبته وتحرجوه.
وبلغ من فجور «الوطن» أن زرعت فتنة بين الإسلاميين عندما أقالت بصورة مهينة خالد علم الدين، كما عينت ابن الرئيس فى المطار مع وجود آلاف الخريجين قبله، ودعت لعودة اليهود لمصر، وأقنعت المغير، تلميذ الشاطر، برقصة «الشواذ».
كما قام «الجلاد» بالدعوة لاجتماع طارئ حضره معتز عبدالفتاح وعمار ومحمد فتحى ودبور ومحمود خليل وناجح إبراهيم ومحمد فتحى يونس ومسلم والغطريفى، طالبوا بكتابة خطابات الرئيس، فوافقت الرئاسة، ثم اكتشفنا أن هؤلاء الثلة من كتَّاب الجريدة خانوا الأمانة، بتوريط الرئيس فى خطاب «الصديق الوفى» للصهيونى بيريز، وفى قاموس «القرداتى» و«إدخال الصوابع» و«الحارة المزنوقة».
لقد أصدر مرسى بفضل مجلس الشورى الإخوانى قرارات صارمة بمنع الخمور والفجور وربا البنوك، وتوفير العمل والسكن والسولار والرغيف، وتطوير المستشفيات غير الآدمية، وغلق سفارتى سوريا والصهاينة، فقامت «الوطن» برفع دعوى قبلها القضاء الفاسد، وعليه قررت المحكمة وقف هذه القرارات، وعودة الخمور والربا والفقر والجوع وفتح سفارات المجرمين مرة أخرى.
إن هجوماً شديداً غير مبرر وقع على الإخوان حين حمَّلهم الناس مسئولية رعاية حفل بالغردقة للراقصة «دوللى شاهين» وخلفها شعار الجماعة، وتكريم «غادة إبراهيم»، المعروفة بنجمة السرير، فى نفس الليلة التى شهدت نزيف دماء أبناء بورسعيد أمام السجن، والحقيقة أن «الجلاد» أرسل الصحفيتين إنجى الطوخى ومنى مدكور لدوللى وغادة، وأقنعاهما بالرقص، وقبول تكريم الإخوان؛ لأن الرقص ينهض بالسياحة فوافقتا، فما ذنب الإخوان فى هذه الجريمة بالله عليكم؟!
إن مشكلات الانهيار الدينى (عدد الذين ألْحَدُوا الشهور الماضية 333 بسبب ما رأوه من كذب من ينادون بتطبيق الشرع) ومشكلات الانهيار الاقتصادى والأمنى والصحى، وتقديم الولاء على الكفاءة فى المناصب، والرجوع فى القرارات بعد صدورها، والخنوع لأمريكا، وفتح باب التشيع، ووضع أيدينا فى أيدى روسيا والصين وإيران، داعمى المجرم بشار، كلها مشكلات لن تُحل إلا بمعرفة سببها الرئيسى، ألا وهو جريدة «الوطن»، أمَا وأننا نُصِرُّ ليل نهار على تحميل المسئولية للرئيس وجماعته وحكومة جماعته فإن المشكلات لن تُحل، بل ستزيد تعقيداً.