عقب الحادث البشع، الذى راح ضحيته شاب فى العشرينات من عمره على كافيه «الكيف»!، تحركت الأحياء والأجهزة المسئولة، وقررت إغلاق 57 مقهى و«كافيه» بمصر الجديدة، حيث يقع الكافيه الذى شهد الواقعة البشعة التى حدثت عقب انتهاء مباراة مصر والكاميرون، بخسارة مصر، وتولى كبرها رجل الأعمال الذى يملك الكافيه، ووظف فيها صبيه الملقب بـ«فزاع» ليودى بحياة الشاب بين أصدقائه وأمام خطيبته! كالعادة الأجهزة تحركت عقب خراب مالطة، فماذا يفيد كل هذا بعد أن ضاع الشاب؟!. بإمكانك أن تقول لى إن إغلاق هذه المقاهى سيمنع سقوط ضحايا جدد، وبكل أسف أقول لك إن هذا لن يحدث، لأن أسهل شىء فى مصر أن «تعود ريما إلى عادتها القديمة»، ودعنى أشرح لك كيف؟!.
يقولون إنه منذ عام 1972 لم تمنح أى تراخيص لمقاهٍ أو كافيهات، هكذا يؤكد المسئولون، لكن مسرح حادثة «الكيف» يرد على هذا الكلام، فقد افتتحه صاحبه فى يونيو 2016!، فى حضور مجموعة من نجوم الفن والمجتمع الذين جاءوا لمجاملة صاحب «الكافيه»، وتصييت المكان بين أهالى مصر الجديدة، ومن حين لآخر كان هؤلاء النجوم يذهبون إلى «الكافيه» كجزء من خطة التسويق، ليس ذلك فقط، بل لقد أشارت بعض المواقع إلى أن هناك لواءات يترددون على الكافيه، كما ورد فى تقرير على موقع جريدة «الدستور»!. فكر فى هذا التناقض بين القانون الذى يمنع والواقع الذى يضع القانون أسفل قدميه، ثم قل لى كيف يمكن أن نمنع مثل هذه الحوادث؟. صاحب «الكافيه» رجل «متودك» يعلم أن معادلة المرور فى هذا البلد، هى ببساطة معادلة «اللعب مع الكبار»، لذلك لعب معهم منذ الافتتاح. دعنى أزِدك من الشعر بيتاً، وأقل لك إن صاحب هذا المقهى سبق وتبنى مبادرة «مصريون ضد الإرهاب».. تخيل «ضد الإرهاب»، الرجل لم يكتف باللعب مع الكبار، بل أراد الدخول فى وصلة «غزل سياسى صريح»، فى وقت لجأ فيه إلى بلطجى من عماله ليقتل شاباً لمجرد مجادلته فى فاتورة الحساب!.
لقد تم إغلاق مقهى «الكيف» مع عدد من المقاهى والكافيهات الأخرى، وتحركت قيادات ولودرات وحملات، لإزالة المخالفات، لكن علينا ألا نتأمل أن يدوم هذا الوضع طويلاً، فكل شىء فى هذا البلد يحكمه الظرف، وما أسرع ما يبرد كل شىء، ليعود إلى ما كان عليه، فتفتح الكافيهات والمقاهى المغلقة أبوابها، وتعود إشغالات الطريق إلى «الطريق»، فكل شىء فى هذا البلد، وله حل، سواء كان حلاً مشروعاً أو حلاً غير مشروع، وغير المشروع فى الواقع المعيش أصبح هو الطريق الأيسر والأسهل لتحقيق وإنفاذ إرادة من يملك، والقاعدة المصرية تقول: «فتّح عينك تاكل ملبن». وأصحاب الكافيتريات والكافيهات والمقاهى أكثر ناس «عندهم نظر»، وما أسهل أن يمرروا ما يريدون، وسلم لى على القانون. نصيحتى لك أن تتابع تطور واقعة قتل «محمود بيومى»، لتعرف كيف تبرد، وتنتهى أكثر القضايا سخونة فى هذا البلد.. بالمناسبة دعنى أقل لك هذا الخبر: «تم إخلاء سبيل الضابط المتهم بتعذيب المواطن مجدى مكين حتى الموت يوم الثلاثاء الماضى بكفالة 5000 جنيه»!.