مواطنون: «الضرب فى الميت حرام»
مواطنون يتحدثون عن ارتفاع الأسعار بسبب التعويم
وقف إلى جوار عربته التى يقتات منها لقمة عيشه، يحتسى كوباً من الشاى، ويتندّر مع عدد من زملائه قبل الشروع فى الخروج لعمله اليومى سائقاً لهذا التاكسى، «محمد على» مرت عليه الـ100 يوم منذ قرار التعويم ثقيلة للغاية، فى ظل ارتفاع الأسعار التى شهدتها الأسواق كافة، بدأ كلامه: «الضرب فى الميت حرام»، فالرجل يقول إن المنظومة فى مصر يستشرى فيها الفساد، سواء على مستوى التجار وجشعهم، أو المدرسين والدروس الخصوصية، والجميع يحاول النصب واستغلال الآخر، فى ظل غياب الرقابة من الدولة.
«على» يعتبر أن «التعويم» كان نوعاً من الضرب فى جسد «ميت» وهو السوق، القائمة على الجشع والاستغلال، وأعطى فرصة للتجار لزيادة الأسعار بصورة مبالغ فيها، وليست على قدر زيادة سعر الصرف: «بتاع الجرجير بيقول لى دلوقتى الدولار غلى».
«على»: السلعة لها أكثر من سعر ولا أحد يراقب الأسواق.. و«أحمد»: اللى جاى على قدّ اللى رايح
ويتابع «على» تصريحات المسئولين عن الإصلاح وعلاقته بالتعويم، قائلاً: «أنا مش ضد التعويم، لكن ضد أن الحكومة تسيب التاجر يأكل فى الفقير». ويستطرد: «كل واحد فى السوق بيبيع بمزاجه.. لو روحت لتاجر آخد منه الحاجة بجنيه باروح للى بعده بالاقيه بيبيعها بـ2 جنيه»، فالرجل المنهك من ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها، يعتبر الحكومة مقصرة فى الرقابة والمتابعة على الأسواق، مطالباً بضرورة الرقابة على السلع الأساسية فى مصر.
إلى جواره يجلس «عيد المنياوى»، يعمل على نصبة شاى، يقول إنه لا يجيد الاقتصاد، ولا يستطيع أن يتحدث إلا عما يجده بين يديه: «أنا عندى سبع عيال.. مش عارف أجيب لهم الأكل، حتى عيش حاف من تلات شهور»، مشيراً إلى أن الجميع يعانى، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، فعلى حد قوله: «الحكومة قاعدة تقول لنا إن الإصلاح ده لعيالى.. طب عيالى دول أنا أصلاً لا عارف أجيب لهم أكل زى الناس ولا أعلمهم زى الناس.. لما يكبروا هيلاقوا إيه»، معتبراً أن المستفيد الوحيد من تلك الزيادة الرهيبة هم الأغنياء، لكن الفقراء لهم الله، على حد وصفه.
أمام مقر عمله بإحدى شركات الاستيراد والتصدير، يقف «أحمد أبوعيطة» يتابع المارة، يقول إن تعويم الجنيه أنقذ عمله الذى كاد يفقده، فشركته التى تعمل فى الاستيراد والتصدير من اليابان، بعدما كانت فى طريقها للتطوير من خلال فتح اليابانيين مشروعات واستثمارات فى مصر وتطوير التجارة التى يعمل بها توقفت بسبب ظروف سوق سعر الصرف ووجود سعرين للدولار فى مصر، لكن بعد التعويم أصبح هناك استقرار لسوق الصرف، مما دفعه للعودة مرة أخرى للتفكير فى الاستثمارات.
فى جانب منزوٍ من مقهاه، يجلس «أحمد عادل»، يقول إن أسعار خامات العمل داخل المقهى زادت بنسبة 100%: «واللى جاى على قد اللى رايح بسبب التعويم»، فى إشارة منه إلى فواتير الغاز والكهرباء وأسعار السكر والبن، وغيرها من المشروبات التى أكد أن جميع أسعارها ارتفعت بصورة مبالغ فيها.