بروفايل | زكى بدر «المحارب» يرحل
زكى بدر
ملامحه الصارمة، وكلماته الجادة والحادة فى أحيان أخرى، ونسبه العائد لأحد أقوى وزراء الداخلية المصريين، كل ذلك صنع من أحمد زكى بدر وزيراً محارباً قوياً، دخل الحكومة كوزير للتربية والتعليم فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كافح خلال وجوده فى منصبه للقضاء على التسيب فى المدارس، وعاد من جديد فى عهد الرئيس السيسى، كوزير للتنمية المحلية، محاولاً القضاء على الفساد المستشرى داخل المحليات.
الفترة القصيرة التى قضاها «بدر» فى الوزارة كانت بمثابة مهمة صعبة وانتحارية، لا سيما أنه عندما قبل هذا المنصب كان له وضعه ومكانته الاجتماعية ووظيفته المرموقة، كرئيس لمجلس إدارة أكاديمية أخبار اليوم، وهى واحدة من أكبر مؤسسات التعليم العالى الخاص فى البلاد.
حاول «بدر» إحداث نهضة تنموية فى الريف المصرى، وانتشال القرى الأكثر فقراً وتطويرها، وعلى الرغم من كل التيارات العاتية التى واجهت رياح طموحاته، فلم يتردد الوزير لحظة أثناء قيامه بجولة مفاجئة بحى دار السلام فى إيقاف موظفة عن العمل، لقيامها بتنقية «الحلبة» أثناء تأدية عملها بمكتبها، تاركة المواطنين متكدسين بشكاواهم أمام مكتبها دون مراعاة أحوالهم.
«بدر» سعى لمكافحة إهدار المال العام بعد قراره بإحالة بعض الموظفين بالوزارة الذين حصلوا على شهادات مرضية، بالأجر الكامل، دون وجه حق للنيابة العامة واسترداد ما يقرب من 300 ألف جنيه لخزينة الدولة. ونجح نجل وزير الداخلية الأسبق، زكى بدر، فى تنفيذ أكبر حركة محليات منذ عام 2010 لتعيين 249 قيادة محلية بالمحافظات من خلال مسابقة علنية معظمهم من الشباب فى محاولة منه لتجديد الدماء، وتنفيذ برنامج الرئيس، فضلاً عن دوره الكبير فى استكمال مشروع تطوير 78 قرية أكثر احتياجاً فى المحافظات، رغم نقص التمويل. «بدر» أعاد ترسيم المحافظات فى إطار مخطط قومى شامل للتنمية العمرانية بالتنسيق مع هيئة المساحة بهدف مضاعفة رقعة العمران المأهولة فى مصر من 6% من إجمالى مساحة مصر لتصل إلى 12%.