مشهد من الفيلم
ديانات سماوية ثلاث تعايش معتنقوها مع بعضهم في مجتمع واحد، لا اختلاف بين أحد منهم إلا بطبائعه الحميدة أو الذميمة التي يتعامل معه على أساسها المحيطون حتى خمسينيات القرن الماضي بعد هجرة اليهود من مصر، وكان لهذا التمازج أثره على صناعة السينما التي تعتبر مرآة ما يدور في المجتمع من الزوايا كافة.
"رسالة إلى الله"، فيلم مصري وحيد جمع بين ثلاثة من السينمائيين المصريين من أصحاب الديانات السماوية الثلاث، يهودي وهو إبراهيم مراد صاحب القصة ومنتج الفيلم أيضًا، ومسلم وهو عبدالحميد جودة السحار كاتب السيناريو والحوار، ومسيحي هو المخرج كمال عطية، وأُنتج في العام 1961.
رأى الكاتب أحمد رأفت بهجت في كتابه "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي"، أن هذا الفيلم يعتبر أمرًا له دلالته، وخصوصًا عندما تتشابك وتتقاطع في أحداث الفيلم رؤى يتردد صداها من رسائل الأديان الثلاثة، لذلك سيبقى الفيلم وهو العمل المتكامل من نوعه الذي يتتبع مسألة الجدل حول الأديان ثم الوصول بالفعل والعلم والوجدان إلى أعلى درجات الإيمان، وهي رؤية تقدمية لعلاقة الإنسان بالله في سنوات كان الحديث فيها عن الوجودية الملحدة والجدلية المادية في أقصى حالاته، وخاصةً في مصر، وجاء الفيلم ردًا على ذلك الجدل.
عُرض الفيلم في الصيف، بحسب الكتاب وكان إبراهيم مراد استنفد كل ما يملك من مال "فلا يجد أموالا للدعاية وأعرض النقاد عن الفيلم، لم يكتبوا عنه في أثناء عرضه، فلم يستمر عرضه أكثر من أسبوعين"، وكانت خسارة فادحة لإبراهيم مراد حلَّ بسببها شركة أفلام الكواكب، وترك شركته التي غرقت في الديون وعمل مديرًا لإنتاج أفلام في شركة "صوت الفن" للموسيقار محمد عبدالوهاب حتى توفي في نهاية العام 1966.
واختير الفيلم بعد ذلك ليمثل مصر في المهرجانات الدولية، وفاز بجائزة التميز في مهرجان كورك في أيرلندا.
تعليقات الفيسبوك