الأمين العام المساعد للبرلمان العربى: ليس لنا أى دور فى الوساطة بين مصر وقطر.. والدول العربية لا تريد استمرار بحور الدماء فى سوريا وتسعى للحل السلمى
السفير فهمى فايد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربى
كشف السفير فهمى فايد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربى، عن أن قرارات البرلمان العربى التى يتم اتخاذها من قبل أعضائه ليست ملزمة للدول العربية، مثلها مثل قرارات البرلمان الأوروبى غير الملزمة لدول أوروبا، وأن البرلمان العربى يقدم قرارات استرشادية للجامعة العربية يمكن التشاور حولها لتعزيز الوضع الأمنى والسياسى فى المنطقة. وقال «فايد» إن القوة العربية المشتركة هى أمل وحلم لكل مواطن عربى، ولكن هناك أموراً فنية عسكرية يتم التشاور بشأنها للخروج بقرار موحد حولها.. وإلى نص الحوار:
السفير فهمى فايد لـ«الوطن»: قرارات البرلمان العربى ليست ملزمة للدول الأعضاء.. ونقدم فقط نصائح استرشادية شديدة الأهمية
■ بعد شهر من إجراء انتخابات البرلمان العربى.. ما خريطة البرلمان وخطة التحرك فى الفترة المقبلة؟
- خريطة البرلمان يوضحها التشكيل الجديد لهيئة البرلمان العربى الذى تم فى جلسة الشهر الماضى وأسفر عن انتخاب الدكتور مشعل بن فهد السلمى خلفاً لأحمد الجروان، والدكتور مشعل كان أحد النواب الأربعة للمملكة العربية السعودية داخل البرلمان العربى، وحظى بأغلبية فى الانتخابات التى جرت، كما تم انتخاب المرشح المصرى أحمد رسلان فى منصب النائب الأول لرئيس البرلمان، وهناك ثلاثة نواب آخرون لرئيس البرلمان من ليبيا وعمان، وبعد الانتخابات التى جرت تم إجراء انتخابات رؤساء اللجان، وهى 4 لجان أولها الشئون السياسية والثانية الشئون الاقتصادية والمالية والثالثة اللجنة المعنية بحقوق الإنسان والرابعة معنية بالشئون الاجتماعية والتربوية، وتعكس الانتخابات التجمع العربى لأهم أقطاب الدول العربية ممثلة فى البرلمان العربى بما يعود إيجابياً على مناقشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المختلفة والموضوعات السياسية المعنية بالمنطقة.
المواطن العربى «تعب» بسبب كثرة الخلافات السياسية الجارية بين دول المنطقة.. والقوة العربية المشتركة أمل وحلم لكل مواطن من المحيط إلى الخليج
■ وما أبرز الموضوعات المطروحة على طاولة جلسات البرلمان العربى خلال الفترة المقبلة؟
- تناقش لجنة الشئون السياسية والأمن القومى الأوضاع الأمنية، خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتى تهم المواطن العربى بشكل كبير، كما أصبحت القضية السورية بنداً دائم المناقشة فى جلسات المجلس مثل بند فلسطين، ونأمل فى إجراء تسوية مُرضية وسلمية بسوريا فى أقرب وقت، ودائماً ما تكون القضية السورية على جدول أعمال البرلمان العربى الذى يعتبر صوت المواطن فى الشارع العربى ولا يمثل توجهات سياسية معينة ويعكس آمال ورغبات المواطن العربى فقط، وهناك محاور أساسية أخرى يتم العمل عليها مثل الشراكة الاقتصادية والأمن المائى والغذائى أيضاً، وسبل مكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الفقر بالدول العربية.
■ لماذا لا توجد سلطة للبرلمان العربى على الدول الأعضاء أو يتخذ قرارات مهمة بنفسه مثلما يفعل البرلمان الأوروبى؟
- فى البداية أود الإشارة إلى أن قرارات البرلمان الأوروبى التى يتم اتخاذها من قبل الأعضاء غير ملزمة للدول الأوروبية، والبرلمان العربى مثله فهو يصدر قرارات استرشادية يتم رفعها للأجهزة المعنية فى الدول الأعضاء وليست ملزمة لتلك الدول، وهذا ما نود توضيحه باستمرار ونرد على كل من يقول إن هناك تقصيراً من قبل العرب وأنهم لا يقدمون شيئاً للقضايا المختلفة، ولكن الشعوب العربية تعمل من خلال البرلمان العربى على تعزيز الأداء المشترك، وبالتالى هناك اهتمام بمناقشة جميع القضايا المختلفة التى تعود إيجابياً على شعوب الدول العربية ككل.
■ هل هناك اتجاه لتكون هناك سلطة لدى البرلمان العربى بالاتفاق بين الدول الأعضاء؟
- لا يوجد خطة لتنفيذ هذا الاتجاه ولا يمكن للبرلمان العربى أو البرلمان الأوروبى أيضاً أن يلزم الجهات العليا فى أى دولة بقرار يتخذه، وعلى سبيل المثال، هناك وثيقة متعلقة بموضوعات الأمن القومى العربى تم التشاور بشأنها بين الدول الأعضاء فى البرلمان العربى، وتم رفعها للأمانة العامة فى جامعة الدول العربية لعرضها على المجلس الوزارى ثم عرضها على القمة العربية لاحقاً حتى يتم اعتمادها حسب الإجراءات الخاصة بها ويتم مناقشة الأمور الخاصة بها، وهنا تكمن أهمية البرلمان العربى، لأنه ليس عليه أى قيود مثل التى توجد على الأنظمة السياسية فى الدول العربية المختلفة، وما فعله البرلمان هو وضع الوثيقة من وجهة نظر المواطنين أولاً والبنود التى تتعلق بها وتتم التوصية بمناقشتها من قبل الدول الأعضاء فى الجامعة العربية فقط، دون إلزامها بذلك، والهدف أن نصل للعمل العربى المشترك من خلال التكامل بين الدول الأعضاء وليس بفرض ما يتم مناقشته.
قدمنا وثيقة مهمة للجامعة العربية من أجل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومى العربى
■ ما بنود الوثيقة المتعلقة بالأمن القومى العربى وما مسارها حتى الآن؟
- وثيقة الأمن القومى العربى بها عدة بنود قائمة على مكافحة الإرهاب والسبل التى تؤدى إلى ذلك، سواء على المستوى الأمنى والثقافى والدينى والاجتماعى لأننا مدركون تماماً أن المنطقة العربية تمر منذ سنوات وحتى الآن بظروف استثنائية، ونريد أن يكون هناك تكامل عربى وتعاون مشترك فى القضاء على آفة الإرهاب واقتلاعها من جذورها، وهذه الوثيقة الآن أمام مجلس الجامعة العربية لاعتمادها واتخاذ قرار بشأنها، وتم التشاور بشأنها من قبل ولكن تم تأجيل بعض الأمور المتعلقة بها للقمة المقبلة.
■ هل تم تناول موضوع القوة العربية المشتركة داخل البرلمان العربى وإصدار بنود استرشادية بشأنها؟
- القوة العربية المشتركة هى أمل وحلم كبير لكل مواطن عربى، ولم نتناول تنفيذها بشكل مباشر، ولكن يتم تناولها من خلال أجهزة معينة وهى الأجهزة الفنية العسكرية التى لها رؤية تختلف عن رؤيتنا داخل البرلمان العربى، وجميعنا يحلم بأن يكون هناك تعاون عسكرى عربى مشترك بهذه الصورة، وهناك أمل موجود عند المواطنين العرب بأن يكون لديهم درع وسيف يحمى الأمة العربية، ويجب أن يكون هناك اتفاق جماعى من خلال الأجهزة المعنية بالتعاون العسكرى المشترك لأن هذا الموضوع يخضع لإرادات وإمكانيات الدول المعنية.
■ ما رؤية البرلمان العربى للعمل على حل الأزمة السورية بعد 6 سنوات من اندلاعها؟
- نحن نأمل فى تحقيق تسوية شاملة فى سوريا، ونتساءل دائما من يريد استمرار بحور الدماء التى تسيل فى سوريا، فالدول العربية تريد أن يكون هناك حل سياسى للأزمة فى سوريا نحافظ من خلاله على الدولة السورية، وهذا مطلب عربى موحد، وكل الدول العربية تأمل فى تحقق ذلك.
■ ربما البعض يعتقد أن جنسية رئيس البرلمان العربى السعودية قد تؤثر على رؤية الحل فى سوريا.
- الدكتور مشعل السلمى رجل قومى عربى، ويحكمه بطبيعة عمله الحفاظ على الوحدة العربية والمواطن العربى، وليس له علاقة إطلاقاً بجنسيته ولا يجب التطرق لهذا الأمر لأن التعاون السياسى هو الذى يحكم دور البرلمان العربى، ونريد أن نتعامل بدرجة من النضج، لأن المواطن العربى «تعب كثيراً» من الخلافات الحالية فى المنطقة العربية، لذا قام الأمين العام للجامعة العربية بتعيين مبعوث له فى ليبيا، وهى خطوة إيجابية للغاية، والدكتور مشعل حريص على إجراء اتصالات مع جميع المعنيين فى الدول العربية التى تشهد نزاعات، والبرلمان العربى يترفع عن المشاحنات والخلافات السياسية.
■ هل يسعى البرلمان العربى للقيام بدور الوساطة بين الدول الأعضاء، على سبيل المثال بين مصر وقطر؟
- لم يتم التطرق للوساطة بين مصر وقطر خلال الفترة الماضية ولا الفترة المقبلة لأن هناك أموراً تخضع للعلاقات الثنائية بين الدول، وحين يتم التطرق لها تؤثر سلباً على مسار العلاقات، ولكن نود الإشارة إلى أنه خلال الفترة الماضية كان هناك لقاءات لأعضاء البرلمان العربى فى ليبيا والعراق واليمن للتوسط بين الأطياف السياسية من أجل التوصل لتعزيز الاستقرار فى تلك البلاد.