المقاطعة تبدأ من محال البقالة: السلع الغالية محدش بيشتريها
أحمد طلبة بقال فى بولاق الدكرور
تراكُم الديون على البقالين وانخفاض الطلب على سلع بعينها بسبب ارتفاع الأسعار، دفعا عدداً من أصحاب محال البقالة إلى الاستغناء عن عرض البضائع المستوردة كالمنظفات والسلع الغذائية، لأن الارتفاع الكبير فى أسعارها جعلها بضاعة راكدة لا تمتد إليها أيادى المواطنين البسطاء.
«صابون لوكس، بطاطس فارم فريتس، سمن الحلوب، عسل امتنان، نوتيلا، وغيرها»، سلع استغنى عنها نادى إبراهيم، أحد العاملين فى محل بقالة بالدقى، بسبب أسعارها التى ارتفعت إلى الضعف: «أى زبون بييجى يشترى يعرف الأسعار الجديدة يقولى لأ، وعلى إيه، هات حاجة أرخص»، مقاطعة الزبائن للسلع المرتفعة أدت إلى تراكمها، ومن ثم اتخاذ قرار بعدم عرضها واستبدالها ببدائل مصرية أقل فى السعر، وحسب «نادى»: «حاجات كتير استغنينا عنها بسبب قلة الطلب عليها زى الشيكولاتة القابلة للدهن والسمن البلدى والقشطة والكريمة، الناس بتعتبر الحاجات دى من الكماليات التى يمكن الاستغناء عنها»، مؤكداً أن البيع بالآجل ارتفع من 20% إلى 60% خلال الفترة الماضية.
«نادى»: استغنيت عن الصابون والنوتيلا والسمن الطبيعى وعسل النحل.. و«طلبة»: بطلت أبيع الجبنة الرومى والبسطرمة والتونة.. محدش بيشتريها
أحمد طلبة، بقال بمنطقة بولاق الدكرور، استغنى عن سلع أساسية ولكن بسبب ارتفاع أسعارها لم يعد عليها طلب كالسكر والأرز: «الناس دلوقتى بقت تكتفى بالسلع التموينية وبتظبط استهلاكها على عدد الكيلوات اللى بتصرفها من التموين، واحنا عشان فى منطقة شعبية الناس ماتقدرش تشترى كيلو سكر بـ14 جنيه». استغنى «طلبة» أيضاً عن البامبرز والجبن الرومى: «كل واحد دلوقتى لقى بديل عن السلعة اللى كان بيستخدمها وغليت زى التونة والبامبرز واللانشون والجبن والصابون وكل المنظفات اللى أسعارها ارتفعت 50% و100%». وفى فيصل لم يختلف الأمر كثيراً، فـ«محمد طلب»، صاحب محل بقالة، يقول إنه استغنى عن كل السلع التى قل الطلب عليها مثل علب الفول والحلاوة الطحينية والتونة والجبن الفيتا والرومى: «أنا قللت الكمية اللى بجيبها مش منعت خالص، لأن ممكن يجيلى زبون يطلب الحاجات دى، حتى حاجة الأطفال من البسكويت والشيكولاتة والشيبسى قللت منها خالص».
وليد محمد حسن، رب أسرة، كان يمر من أمام البقالة التى اعتاد الشراء منها، يتابع الأسعار التى ترتفع باستمرار وفى يده قائمة مطالب قرر الاستغناء عن بعضها: «الرومى غليت أوى، دى قربت من سعر اللحمة، أقل حاجة تشتريها بـ15 جنيه، وبيبقى طبق صغير كده، فشلتها من حساباتى».
يتذكر «وليد» حواراً دار بينه وبين ابنه «عبدالرحمن»، الذى طلب منه بسكويتاً أكثر من مرة، فيأتى رد الأب: «إن شاء الله»، ليرد «عبدالرحمن» ذات يوم ببراءة: «هى إن شاء الله لسه ماخلصتش يا بابا؟».
استغنى «وليد» عن بسكويت الأطفال والعصائر، بالإضافة إلى اللبن رغم فائدته للأطفال، لكنه لم يستطع الصمود أمام سعره المتزايد: «البسطرمة كمان سعرها بقى غالى قوى هى والمربى والحلاوة الطحينية، لكن هنعمل إيه؟، مش هنقدر نمنع كل حاجة».