ورحلت الأم تاركة معزتها «سوزى» فى رعاية ابنها: «فى عينيّا يا أمّه»
«منصور» مصطحباً «سوزى» فى كل مكان.. حتى فوق دراجته النارية
فوق دراجته النارية، تجلس خلفه، ترافقه فى كل مشاويره، فهى قريبة إلى قلبه، يحتفظ معها بذكريات، ويكن لها حباً كبيراً رغم كونها لا تعقل حبه لها، المعزة «سوزى» هى كل ما تبقت لـ«منصور» من الأغنام التى كانت والدته تربيها قبل وفاتها، لذا يعتز بها كثيراً، خصوصاً بعد وصية والدته برعايتها والحفاظ عليها، من حين إلى آخر يمعن النظر فيها ويطعمها بيديه، فهو يعتبرها الصديقة الوفية له.
وسط إشارة مرور شارع البحر الأعظم، وقف منصور أحمد، بالموتوسيكل وخلفه «سوزى»، يضع لها تفاحاً لتأكله، المشهد الذى جذب انتباه المارة أكثر من التركيز فى طريقهم حسب الشاب الثلاثينى: «مش أول مرة الناس تبص علينا وتستغرب، طول ما انا ماشى بسوزى فى أى طريق، الناس عينها علينا، لأن أحياناً كتير فى الصيف باقف فى طريقى علشان أشربها، لأنى باحس أنها عطشانة، ولو الطريق طويل باقف أديها أى أكل معايا». حب «منصور» لمعزته دفعه إلى قرار عدم ذبحها أبداً، يسترجع ذكرياته معها منذ وفاة والدته قبل عام: «بقت هى عيلتى، أبويا متوفى وماليش اخوات، وأمى سابتها ليا بعد وفاتها، ووصتنى عليها، لأنها دبحت المعزتين والجاموسة اللى كانوا معاها وسابتها هى من كتر حبها فيها، وأنا حبتها وقررت مادبحهاش، وسمتها سوزى على اسم البنت اللى باحبها».
ورغم المعاناة التى يعيشها الشاب فى البحث عن عمل مناسب، وتنقله فى الشوارع بالموتوسيكل لنقل كراتين الحلويات إلى الأكشاك كعمل مؤقت، لم يفكر «منصور» فى بيع معزته أو الاستغناء عنها: «تخرجت من تجارة ومش لاقى شغل زى كتير من الشباب، بس اللى مساعدنى الموتوسيكل بتاعى، بانقل عليه كراتين الحلويات لأغلب الأكشاك اللى فى المنطقة، وباخد نسبة، وسوزى مابتفارقنيش، دايماً معايا فى طريقى، لأنى باخاف عليها تتسرق، لأنها تاهت منى مرة وكانت هتتسرق، لكن أولاد الحلال رجعوها ليا، ومن يومها واحنا على الحلوة والمرة مع بعض».