حين يغدر بنا الأحبة
صورة أرشيفية
«لم أكن أتخيل أن أعيش هذه اللحظات الحزينة، زوجى غدر بى بعد أن تركت مستقبلى وأهلى من أجله»، بهذه الكلمات وصفت «آية محمد» حالتها التى وصلت إليها بعد 3 أشهر فقط من الزواج، لم تر فيها من اللحظات السعيدة إلا قليلاً، لتستفيق على واقع لم يكن ليخطر على بالها إطلاقاً.
تعانى «آية» منذ أن عادت إلى بيت أهلها فى مصر من إحساسها المتزايد بضياع مستقبلها، حيث كانت تعمل مترجمة بإحدى الشركات الكبرى، ووقَّعت على ورقة استقالتها بكامل إرادتها منذ إعلان خطبتها على زوجها، بعد أن أخبرها بأنها ستنتقل للإقامة معه فى الإمارات، حيث يعمل هناك منذ سنوات، تاركة سنوات من النجاح الوظيفى خلفها بعد أن وجدت «فارس أحلامها» الخلوق الملتزم دينياً، كما وصفته.
لم تعد «آية» تشعر بالارتياح فى حياتها مطلقاً، بعد أن سافرت سراً دون أن تخبر أحداً عن زواجها، وتواجه الفتاة، التى أتمت عامها الثلاثين، مشاكل عدة جعلتها تشعر بما وصفته بـ«صدمة العمر».
فكرت الفتاة الثلاثينية فى اللجوء لطبيب نفسى لمساعدتها على تخطى الأزمة كما أغلقت كل الحسابات الشخصية الخاصة بها على وسائل التواصل الاجتماعى، دون أن تدرى إلى متى ستستمر فى كبوتها هذه، وكيف ستتعامل مع نظرة المجتمع للفتاة المطلقة.
تعانى مصر من ارتفاع نسب الطلاق فى أشهر الزواج الأولى كما حدث لـ«آية»، وفقاً للدكتورة هبة دهب، الاستشارى النفسى والتربوى، قائلة إن كثيراً من الفتيات يواجهن حالياً هذه الأزمة التى ترجع للتعجل فى اتخاذ قرار الزواج وتقديم التنازلات كترك وظيفتها وقطيعة أصدقائها خاصة إذا اقتربت الفتاة من سن الثلاثين الذى يقترب معه الخوف الدائم من العنوسة، ما يدفعها لتقبل أى وضع مقابل الزواج وحلم الأمومة.
وتابعت الاستشارى النفسى، أنه يجب على هذه الفتاة أن تبدأ حياتها من جديد وتعود إلى عملها السابق إن أمكن، إضافة إلى استعادة علاقتها بأصدقائها والاعتراف بخطئها الذى ارتكبته فى حق نفسها أولاً بسبب تنازلها عن مستقبلها، وبحق المحيطين بها ثانياً من أجل شخص لا تعرفه جيداً، وعليها أن تعتبر هذه التجربة المؤلمة خطوة لنجاح مقبل. كما نصحت «دهب» هذه الفتاة باللجوء لمتخصص نفسى لمساعدتها فى تخفيف وطأة الألم الذى تشعر به.