«القهقهة» لقتل الحزن.. واليوجا للتأمل: «الضحك قال يا سم ع التكشير»
سيدات أثناد تدريبات «اليوجا»
«العمل، الحياة الأسرية، الدراسة».. روتين يومى يسيطر على حياة الكثيرات من الفتيات والسيدات، الذى إن اختلفت تفاصيله من حياة امرأة لأخرى، تظل الضغوط النفسية التى يولدها لديهن هى القاسم المشترك بينهن، البعض منهن يتأقلم معه دون النظر إلى مدى راحتهن النفسية، والبعض الآخر ذهبن لممارسة «اليوجا» وما يندرج تحتها من «تأمل» و«يوجا الضحك»، فى محاولة للتغلب عليه.
حالة نفسية سيئة سكنت بـ«مها هلال»، السيدة الثلاثينية، ولَّدها القلق من تغيير مكان عملها، والتعامل مع زملاء جدد إلى جانب بعض مشاكلها الأسرية، دفعتها إلى ممارسة تمارين «اليوجا»، التى قرأت عن فوائدها النفسية التى أحدثت تغيراً جذرياً بشخصية السيدة الثلاثينية على حد قولها منذ الشهر الأول لممارستها، فجعلت منها امرأة أقل انفعالاً فى تعاملها مع أسرتها، وأكثر اجتماعية مع زملائها بالعمل.
بينما كانت النظرة الإيجابية للأمور، وتخلصها من سيطرة المواقف السيئة التى تتعرض إليها بشكل شبه يومى على تفكيرها، هى أولى الفوائد التى حصدتها «ماهينور حسام»، طالبة عشرينية، من ممارستها «لليوجا»، التى تحولت من مجرد رياضة لكسر روتينها اليومى والحفاظ على اللياقة البدنية، إلى رياضة قادرة على طرد الأفكار السلبية من عقلها، تشع بروحها النشاط والبهجة والطاقة الإيجابية، مما رفع من مستوى تركيزها الدراسى.
«اليوجا رياضة روحانية سحرية» هكذا وصفت «هنا كمال»، المعالجة النفسية وخبيرة اليوجا، تمارينها بأنها تعيد الاتزان إلى كهرباء المخ، على حد قولها، وتؤثر بالإيجاب على نفسية الممارس لها، وذلك من خلال تصفية ذهنه وتخلصه من التفكير السلبى، وزيادة ثباته الانفعالى، وقوته العاطفية، والقدرة على الاحتمال، لذلك ينصح بها الأطباء لمرضى الأمراض الخطيرة كالأورام لتحسين حالتهم النفسية وزيادة مقاومتها للمرض.
أقل مدة للحصول على نتائجها السابقة، بحسب تقديرات «كمال»، هو ممارستها لمدة عام متواصل بانتظام من خلال حضور جلستين أسبوعياً، وعدم ممارسة تمارينها بالمنزل بدون مدرب إلا بعد مرور تلك المدة.
«تمارين التأمل» كانت هى المفضلة لدى «رانيا السعدى»، الموظفة الأربعينية، التى لا تستطيع الابتعاد عنها طويلاً، لقدرتها على منحها التوازن النفسى على حد وصفها لمدة ما يقارب ثلاثة أيام بعد ممارسة جلسة التأمل التى قد لا تتعدى الساعتين، إلى جانب زيادة قدرتها على احتمال الضغوط المستمرة، قائلة «عمر الناس فى الشغل والشارع ما هتبقى بلسم، ولا المشاكل الأسرية هتخلص، لكن الإنسان لازم يدور على حاجة يتحكم بيها فى تأثير الضغوط دى عليه».
«الضحك من غير سبب قلة أدب» مقولة شائعة طرقت مسامع «ندا سقراط»، المذيعة العشرينية، منذ الصغر، إلى أن تعرفت على فوائد «يوجا الضحك» كعلاج نفسى من خلال قراءتها أحد الكتب، والتى قررت الالتحاق بدورة لممارستها، وأوضحت الفتاة العشرينية أن عشر دقائق من الضحك الهستيرى التى كانت تمارسه داخل الجلسة كانت كفيلة بتغيير حالتها النفسية، لتكمل التزاماتها اليومية بطاقة وحيوية أكثر.
فيما كانت متعة خوض تجربة جديدة من أجل كسر الروتين دافع «زينب سعد»، الطبيبة الأربعينية، لممارسة «يوجا الضحك»، والتى قررت بعد حضور جلستين فقط تعلمها وممارسة تمارينها يومياً كل صباح مع أبنائها الثلاثة، لاكتشاف أثرها النفسى الإيجابى الذى يدوم طوال اليوم، ليقرر ابنها البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، ممارستها يومياً مع زملاء فصله للتخلص من ضغط الدراسة.
عن فوائد «يوجا الضحك» كما تذكرها «مريم عمارة»، خبيرة يوجا الضحك والتأمل، حيث تعمل على التخلص من المشاعر السلبية وإكساب الناس رؤية أكثر إيجابية للأمور، كما تعمل على زيادة إفراز هرمون السعادة المضاد للاكتئاب مما يساعد فى رفع الجهاز المناعى لدى الإنسان، بالإضافة إلى كونها تساعد الأشخاص الذين لديهم مشكلة الخجل الاجتماعى ليكونوا أكثر انفتاحاً فى علاقاتهم الاجتماعية.
وأضافت «عمارة» أن ممارسة التأمل بانتظام لمدة عشر دقائق يومياً، تحافظ على المخ من الشيخوخة كما أثبتتها الدراسات، وبالتالى تقلل من ظهور التجاعيد، بالإضافة إلى قدرتها على تحسين الانتباه والتركيز ومقاومة ألزهايمر.
وأضافت خبيرة «يوجا الضحك» و«التأمل» أن كليهما يمكن ممارستهما بالمنزل بدون مدرب، بعد تعلم التمارين الخاصة بهما من خلال حضور جلستين مع المدرب.