اكسبى الطفل الغيور بـ«المساواة» و«الاحتواء النفسى»
صورة أرشيفية
«الغيرة».. مشاعر كثيراً ما تقترن بالأطفال فى سنوات عمرهم الأولى، تؤرق الأمهات اللاتى تستطيع بعضهن التغلب عليها والتعامل معها، وأخريات لا تلتفت إليها وتتركها لتتجذر بشخصية الصغير وتؤسس مشاعر أخرى مثل الكراهية والحقد، ويشب عليها.
أول أنواع الغيرة التى يظهرها الطفل بدءاً من عامه الثانى كما يوضحها الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، هى «الغيرة على أحد الأبوين»، التى وصف النوع الأول منها «بالفطرية» الذى ينجذب فيها الطفل إلى أحد الأبوين، مثل انجذاب البنت إلى أبيها فى السنوات الأولى من حياتها، الذى ينشغل عنها طوال اليوم لظروف عمله، وتحاول جذب انتباهه طوال الوقت الموجود به فى المنزل، وتغار من أى شخص يمكن أن يشاركها فيه حتى وإن كانت والدتها، وهذا النوع يتلاشى بمرور الوقت ولا يسبب أى مشاكل.
أما «الغيرة المسببة»، التى تتضح فى سلوكيات الصغير الذى يعتمد على أمه فى تلبية كل احتياجاته من مأكل وملبس ومشرب، والذى يغار عليها من أى شخص يمكن أن يشاركه اهتمامها.
وعن غيرة الطفل الأكبر من المولود الجديد، فهى مشاعر طبيعية كما يرى استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، ولكن الأم تستطيع أن تحجّم منها، من خلال اتباع بعض الإرشادات فى فترة الحمل مع الطفل الأكبر، مثل زيادة قدرته فى الاعتماد على نفسه فى سد بعض متطلباته مثل المأكل والملبس، ولا تنتظر حتى تضع مولودها، حتى لا يربط بين قيامه بمثل هذه الأشياء بنفسه وانشغال أمه بالوافد الجديد، كذلك ينصح بتهيئته لاستقبال المولود من خلال مشاركته فى رسم صورة تخيلية للمولود المنتظر، تحمل الصفات التى يرغب بوجودها فيه، إلى جانب إبداء رأيه فى اختيار الاسم، مناشداً الأم عدم معاقبة طفلها الأكبر فى حالة صدور أى سلوكيات عدوانية منه تجاه الصغير، بل عليها تلطيف الجو بينهما عن طريق تقديم الهدايا للأكبر باعتبارها من أخيه الأصغر، وأكد «هانى» أن «غيرة الأبناء» هى رهينة معاملة الوالدين لأبنائهما، التى يجب أن تتحلى بالعدل والمساواة فى تقديم الدعم النفسى والمادى.