الإسماعيلية: 25 داراً 4 منها داخل الخدمة وثورة «25 يناير» غيرت المزاج العام
الأزمة الاقتصادية الأخيرة أثرت بالسلب على دور السينما فى الإسماعيلية
لمدينة الإسماعيلية علاقة خاصة بالفن والثقافة والآداب والسينما، فجمهورها ذواق للسينما ومتردد على دور العرض حتى فى أصعب الظروف السياسية التى مرت بها، وكانت دور السينما تمتلئ عن بكرة أبيها بالجمهور، حتى فى أسابيع عرض الأفلام الأجنبية، يعقبها ورشة محاكاة على هامش الأفلام داخل قاعات العرض لمناقشة الفيلم وأبعاده ورسالته ومضمونه، أما الآن فدور السينما تم اختصاره فى 4 دور عرض فقط، هى رويال، ورنيسانس، والحرية، ودنيا، بعد أن تم هدم سينما السكة الحديد، أقدم دار فى المحافظة. جميع دور العرض فى الإسماعيلية كانت مملوكة لأجانب وهم من قاموا بإدارتها، لتنتقل تبعيتها بالإيجار إلى عائلة «غويبة» أشهر عائلة تدير أكبر دارين لعرض الأفلام هما رويال والحرية.
«غويبة»: الثورة والظروف الاقتصادية أسهمت فى ابتعاد الجمهور عن السينما وأصبح السؤال «التذكرة بكام؟»
يقول حاتم غويبة، مدير سينما رويال بالإسماعيلية، المحافظة كانت تشهد ما يقرب من 25 صالة عرض، هى بردواى شتوى، وبردواى الصيفى، وغويبة، والأهلى، ومصر، ورويال، والحديقة التى اشترتها الشركة العربية وأصبحت رنيسانس حالياً، وغيرها، ولم يتبق منها سوى 4 سينمات فقط، وأضاف: «كانت سينما السكة الحديد هى أقدم الدور وجميعها تم إنشاؤها فى منتصف الستينات، منذ وقت وجود اليونانيين بالمحافظة، كما أن سينما الحرية كان يمتلكها شخص يونانى وهو أول من إنشأها وعقب مغادرته للمدينة قام بتأجيرها للحاج حسن غويبة مقابل 10 جنيهات شهرياً، وما زال المحامى الخاص بهم يحصل المبلغ ويرسله للورثة عن طريق البنك، وكذلك الحال بالنسبة لسينما رويال فهى تتبع عائلة من الأكراد، وكانوا أيضاً يتحصلون على مبلغ 10 جنيهات مقابل تأجيرها»، وأشار إلى أن الجالية البريطانية كانوا هم أهم رواد السينما والمترددين عليها، وتابع: «شهد سوق السينما اختلافاً كبيراً خلال الـ10 سنوات الأخيرة، بخاصة بعد ثورة 25 يناير التى أسهمت فى تغيير الذوق العام، كما أن الظروف الاقتصادية منعت الجمهور من ارتياد دور السينما، وأصبح السؤال التذكرة بكام، وليس الفيلم إيه، وقال «غويبة» تبدل الحال تماماً بعد ثورة 25 يناير، حيث تم حرق سينما السكة الحديد، التى تم هدمها بالكامل حالياً بعد أن تعرضت للحرق خلال الثورة، وقمنا بإعادة تسليمها لهيئة السكة الحديد التى هدمتها لتعيد بناءها من جديد، وأشار إلى أن المحافظة لها تاريخ عريق فى الفن، وأضاف: «أذكر أن كثيراً من أبطال الأفلام كانوا يحضرون لمشاهدة افتتاح أفلامهم داخل السينما، حيث حضرت الفنانة فاتن حمامة، ونادية الجندى، ونور الشريف، ومحمود ياسين، ومحمود عبدالعزيز، والمخرج وائل إحسان، ومحمد فؤاد، وتامر عبدالمنعم، وحجاج عبدالعظيم، وغيرهم، وكانوا يجلسون وسط الجماهير احتفالاً بعرض أفلامهم، أما الآن فقد اختفت تماماً تلك الأجواء، ولم يعد أى فنان حالياً يهتم بالحضور لمشاهدة نزول فيلمه داخل دور السينما على الإطلاق، بل أصبح يساوم صاحب السينما فى الحصول على أموال مقابل حضوره»، ونوه «غويبة» بأن عام 2003 شهد نقلة حقيقية مع فيلم «اللمبى»، الذى حقق أرباحاً 84 مليون جنيه لمجرد أن المزاج العام للمواطنين كان يريد أن يخرج الضحكة ويتجه إلى الكوميدى، حتى إن كان الفيلم دون مضمون ولا رسالة ولا فكرة، ومن بعده بوحة واللمبى 2 وهكذا، وأشار إلى عدم وجود الفيلم الجماهيرى الهادف الذى يغير السلوك والذوق إلى الأفضل، والدليل أن محمد رمضان أصبح بطلاً قومياً، بعد موجة أفلام البلطجة التى قدمها.
مدير سينما: محمد رمضان أصبح بطلاً قومياً بعد موجة أفلام البلطجة التى قدمها
ويقول رضا عبدالحليم، صاحب محل رضا الشهير لبيع ساندوتشات فول وطعمية، عمر المحل هنا أكثر من 50 عاماً، وكان مصدر دخله والإقبال عليه هو وجود سينما الحديقة التى أصبحت تسمى حالياً سينما رينسانس، كانت الجماهير تقف بالطوابير تشترى المأكولات للتوافد على السينما لحضور حفلات الأفلام، وكانت السعادة تغمر الجميع ولم يتشاجر أحد يوماً بسبب الزحام، وكان الفن قديماً يشكل وجدان الناس، وكان هناك حرص على مناقشة دراما الفيلم وأحداثه على طاولة المطعم، أما الآن فقد تحولت سينما الحديقة إلى رنيسانس وكل شىء معها تحول، ذوق الأفلام، والفنانون، وبالتالى الجمهور.