الخبير الدولى فى المرور: وعدونى بعرض خطتى لحل أزمة المرور على الرئيس خلال أيام
الدكتور أسامة عقيل
كشف الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أحد الخبراء الدوليين فى هذا المجال، إنه تقدم بخطة لحل مشكلات المرور فى القاهرة، وجرت الموافقة عليها فى مجلس الوزراء، لكن الدراسة «نامت» بعد ترك المهندس إبراهيم محلب منصبه، لافتاً إلى أن جميع الحكومات السابقة لم تستطع تشخيص المشكلة المرورية بالشكل السليم وأنفقت مليارات الجنيهات فى الطريق الخطأ.
وأكد «عقيل» لـ«الوطن» أن الحل الوحيد لحل الأزمة المرورية فى العاصمة هو عمل وسيلة نقل جماعى «محترمة» لنقل الركاب لأعمالهم كحل لمشاكل المرور المزمنة التى يعانى منها المواطنون يومياً، مشيراً إلى أنه التقى 3 من مساعدى رئيس الجمهورية فى قصر الاتحادية، ووُعد بتقديم الدراسة التى قدمها لمجلس الوزراء فى عهد المهندس إبراهيم محلب للرئيس عبدالفتاح السيسى. وإلى نص الحوار..
د. أسامة عقيل: قدمت دراسات وافية لحل مشاكل الشوارع لـ«محلب».. لكنها «نامت»
■ ما توصيفك للأزمة المرورية فى القاهرة الكبرى؟
- وصلت الاختناقات المرورية فى القاهرة الكبرى إلى مرحلة كارثية، وأصبحت معظم شرايين الحركة تعانى جلطات مرورية طوال ساعات اليوم، وأصبحت الرحلة إلى العمل تستغرق فى المتوسط أكثر من ساعة ونصف الساعة، وإذا استمر الوضع كما هو الآن دون علاج سليم فسيصاب مرفق المرور بالشلل.
■ ماذا عن الخطة التى قدمتها لحل مشكلات المرور فى القاهرة إلى الحكومة؟
- تقدمت بخطة لحل مشكلات المرور فى القاهرة وتمت الموافقة عليها فى مجلس الوزراء لعمل 30 مسار «بى آر تى» لأن المواطنين سيستخدمون أوتوبيساً مكيفاً يعمل بالكارت الذكى ويمكن للموظفين عمل اشتراك به، وسيكون فى متناول الجميع، ولم يتم تنفيذ هذا المقترح حتى الآن رغم أن المشكلة المرورية تتفاقم يومياً، لأن جميع الحكومات السابقة لم تستطع تشخيص المشكلة المرورية التشخيص السليم وأنفقت مليارات الجنيهات لكن فى الطريق الخطأ.
■ ما مقدار التكلفة المالية للخطة التى قدمتها لحل المشكلات المرورية فى القاهرة عند تطبيقها؟
- خطتى لحل المشكلات المرورية لم تكلف الدولة أعباء مادية بل بالعكس تجلب لمصر دخلاً سنوياً بما يقدر بـ3 مليارات ولكن الدراسة «نامت» بعد ترك المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق منصبة.
■ هل قمت بتقديم الدراسة إلى مؤسسة الرئاسة بعد أن أصبحت حبيسة الأدراج فى مجلس الوزراء؟
- التقيت 3 من مساعدى رئيس الجمهورية فى قصر الاتحادية مؤخراً هم المهندس إبراهيم محلب واللواء أحمد جمال الدين واللواء أمير سيد أحمد، ووعدوا بتقديم الدراسة التى سبق أن قدمتها لـ«محلب» إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأؤكد أن الموضوع ليس فيه آراء لأنه «مش اختراع»، أنا شرحت للحكومة إن كل عواصم العالم بتعمل إيه واحنا مفروض نعمل إيه. وقلت للحكومة إن الحكومات السابقة قامت منذ أكثر من 40 عاماً بتنشيط الكبارى والطرق وأنفقت المليارات ولم تحل المشكلة لأن ما تم ويتم حالياً ليس له علاقة بحل مشاكل الزحام المروى، خاصة فى محافظات القاهرة الكبرى.
■ ما الحل الأمثل من وجهة نظرك لمشكلة الزحام المرورى بالقاهرة؟
- الحل هو استخدام النقل الجماعى، والحكومة تسير فى «طريق غلط»، وكل ما يتم سيؤدى إلى تأزم المرور. وأكرر أن «الحكومة لو جابت خبراء العالم كله سيجتمعون على حل واحد وهو النقل الجماعى».
الحل الوحيد للوضع الحالى فى القاهرة هو تخصيص وسيلة نقل جماعى محترمة لنقل الركاب إلى أعمالهم
■ تقصد أن النقل الجماعى بنظام «بى آر تى» تحديداً هو الحل الوحيد لمشكلة المرور المزمنة؟
- لا حل لمشكلة المرور إلا بالتحول إلى نظام النقل بالأوتوبيس السريع المميز «بى آر تى» ومنه المفصلى والأوتوبيس القطار والثنائى الأدوار، ومن مزاياه أنه قليل التكلفة، ويمكن تنفيذه فى وقت أقل دون أن تتعطل الحركة إذا تعطلت إحدى وحداته، وهو قابل للتحديث والتطوير بتكلفة أقل أيضاً، وهو نظام مرن ويقبل إضافة أو حذف خطوط بسهولة، ويحقق عوائد جيدة و147 مدينة فى العالم أخذت به. ومشروع «بى آر تى» تمت دراسة كل تفصيلة فيه وعليه تم التفكير فى إقامة شركة النقل الجماعى المتميز وتأسست بالفعل، غير أن النزاعات الحكومية حول المساهمة فيها وتشغيلها عطلت تفعيلها حتى الآن. والمشكلة التى تواجهنا حتى الآن أننا لم نعتمد على النقل الجماعى، وكل ما يتم الآن هو تشجيع استخدام السيارات الخاصة من خلال التيسيرات التى تقدمها البنوك وغيرها لتسهيل عملية الشراء. ومن الواجب أن أوضح أن استخدام السيارة الخاصة فى دول العالم تكلفته عالية جداً سواء فى ارتفاع تكلفة البنزين أو حتى الانتظار الذى تصل تكلفته أحياناً 60 دولاراً، لذلك يستقل المواطن هناك وسيلة نقل جماعية أخرى محترمة. ولابد من عمل وسيلة نقل محترمة لنقل الركاب إلى أعمالهم، ومن هنا يكون حل مشاكل المرور المزمنة التى يعانى منها المواطنون بشكل يومى دون بناء جراحات.
■ كم تبلغ تكلفة شركة النقل الجماعى التى قدمت دراستها للحكومة.. وهل ستحقق الإيراد المطلوب؟
- نستطيع التنفيذ بتكلفة لا تزيد على 500 مليون جنيه وسوف يتم ردها خلال 6 أشهر، وخلال سنة يتم حل 50%من مشكلة الزحام والتكدس المرورى بالقاهرة الكبرى. والدراسة تقدمت بها لعمل شركة نقل جماعى، والشركة موجودة وفلوسها ورأسمالها موجودين، لكن الإجراءات تسير ببطء شديد. وستحقق الشركة إيرادات سنوية تبلغ 2.5 مليار جنيه خلال عامين أو عام ونصف بعد شراء الأوتوبيسات المطلوبة التى ستغطى القاهرة الكبرى بالكامل وعددها 3 آلاف أوتوبيس، وكما قلت لن يتم إنفاق أكثر من 500 مليون جنيه على الشركة فى شراء أوتوبيسات، وسيتم شراء باقى الأوتوبيسات من الإيرادات التى ستحققها. وشركة النقل الجماعى ستتعاقد مع شركة إدارة ذات خبرة عالمية لتشغيل هذه الأوتوبيسات بحيث يكون دور الشركة المالكة قاصراً على الإشراف وتنفيذ مشروع القومى للمرور ووضع السياسات.
■ كم عدد خطوط السير التى نحتاجها لحل أزمة المرور بالعاصمة؟
- نحتاج إلى 30 خط نقل جماعى لحل أزمة الزحام والتكدس المرورى فى القاهرة لتكون شبكة تتصل بمحطات مترو الأنفاق والسكة الحديد وباقى وسائل النقل المختلفة.
■ ألا ترى أن مشروعات مترو الأنفاق تساهم فى حل أزمة المرور بشكل أكبر من أوتوبيسات النقل الجماعى؟
- لا بد من عمل أوتوبيس سريع مميز يسير فوق الأرض لأن تكلفة مشروع مترو الأنفاق مليار وربع المليار جنيه لكل كيلومتر، ولو قمنا بعمل أى مسار معزول وممكن تزويده بتقاطعات وكبارى بالمقارنة مع المترو، ستكون التكلفة أقل وطاقة تستوعب ركاباً أكبر من مترو الأنفاق. والعالم كله فى أمريكا وأوروبا وغيرها بدأ العزوف عن عمل مشروعات مترو الأنفاق والاعتماد على مشروع «بى آر تى» ونحن لسنا أغنى من فرنسا وألمانيا.