لا تزال وسائل الإعلام المحلية والعالمية تتحدث عن زيارة نجم الكرة الأرجنتينى ونادى برشلونة «ليونيل ميسى» إلى القاهرة، فى إطار حملة للترويج للسياحة العلاجية من فيروس «سى».
وتجدر الإشارة إلى أن «ميسى» معروف بدعمه للمشاريع الإنسانية على مستوى العالم كله، التى امتد بعضها إلى المنطقة العربية، حيث تبرع مؤخراً بمبلغ 100 ألف يورو لصالح أطفال سوريا. كما تبرع ميسى بذات المبلغ لصالح جمعيات غير حكومية فى بيرو وكولومبيا. وقد سبق لميسى أن أنشأ مؤسسة «ليو ميسى» الخيرية عام 2007م، كما أطلق منذ فترة قصيرة مؤسسة خيرية لمساعدة الأطفال المصابين بنقص فى هرمونات النمو.
وليست تجربة «ليونيل ميسى» الخيرية هى المثال الوحيد لاهتمام نجوم الرياضة بالعمل الخيرى الإنسانى. فقد سبق لنجم الكرة الإنجليزى «ديفيد بيكهام» أن أنشأ جمعية خيرية باسم «كفى للملاريا». كما أنشأ هو وزوجته المغنية «فيكتوريا بيكهام» جمعية خيرية تحمل اسمهما معاً، تقوم بتوفير كراسى المعاقين. وفيما يتعلق بنجوم الفن، يتعين الإشارة إلى تجربة النجمة الأمريكية «أنجيلينا جولى» التى أنشأت وهى زوجها السابق النجم «براد بيت» جمعية خيرية تحمل اسمهما معاً. وقد تعددت الأنشطة الخيرية الإنسانية لأنجلينا جولى، التى تُعتبر وبحق «أيقونة الإنسانية»، وامتدت أنشطتها إلى العديد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، مثل السودان وسوريا والكونغو الديمقراطية وأفغانستان وكمبوديا. كذلك، أنشأ الممثل العالمى «جورج كلونى» جمعية خيرية اسمها (not on our watch)، تهدف إلى وقف الإبادة الجماعية فى جنوب السودان. وأسس الممثل الأمريكى الشهير «ليوناردو دى كابريو» جمعية خيرية باسمه تقوم برعاية الأيتام فى موزمبيق. وأسست المطربة الأمريكية الشهيرة مادونا جمعية اسمها (Raising Malawi)، تهدف إلى دعم الأطفال فى مالاوى. ولا تقتصر ظاهرة اهتمام الشخصيات العامة الأجنبية بالأعمال الخيرية على نجوم الفن والرياضة، وإنما امتدت إلى بعض رجال الإعلام المشهورين، حيث أنشأت المذيعة الأمريكية الشهيرة «أوبرا وينفرى» ثلاث جمعيات خيرية، وأسست أكاديمية لتعليم الإناث فى جنوب أفريقيا. والملاحظ فى كل التجارب الخيرية السابقة أنها تتخذ الطابع المؤسسى من خلال إنشاء مؤسسات أو جمعيات خيرية، كما يلاحظ أن أنشطتها لا تتسم بالطابع المحلى الوطنى، وإنما تمتد إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين على مستوى العالم كله.
على النقيض من ذلك، نادرة هى الأمثلة على اهتمام نجوم الفن والرياضة والإعلام فى بلادنا بالعمل الإنسانى الخيرى. والحالة الأبرز التى تستحق الإشارة إليها فى هذا الصدد هى تجربة النجم «محمد صبحى» من خلال مشروع تطوير العشوائيات. والملاحظ أن هذه التجارب النادرة يقتصر مجال نشاطها على المجتمع المحلى، وبحيث لا تقوم بأى أنشطة على الصعيد الإقليمى أو العالمى. بل إن بعض التجارب تقتصر على محيط جغرافى ضيق، مثل محافظة معينة أو مسقط رأس الشخصية العامة، كما هو الشأن فى تجربة الكاتب الصحفى والإعلامى البارز «أحمد المسلمانى» من خلال «جمعية المسلمانى الخيرية». ولا يُستثنى من ذلك سوى تجربة «مؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب»، التى تمتد رؤيتها إلى خدمة المرضى فى جميع أنحاء مصر وخارجها، وبحيث تشمل خدماتها المنطقة بأسرها.
وفى الختام، نتمنى أن يأتى اليوم الذى يمتد فيه اهتمام نجوم الفن والرياضة المصريين إلى التخفيف من معاناة الفقراء فى العالم العربى وأفريقيا على أقل تقدير. إذ يمكن أن يقوم هؤلاء بدور هام فى دعم القوة الناعمة المصرية، وتحسين صورة مصر فى محيطها الإقليمى. وحسناً فعل مشروع قانون الجمعيات الأهلية الجديد باستحداثه ما أطلق عليه اسم «المنظمة الإقليمية»، معرفاً إياها بأنها «الجمعية أو المؤسسة الأهلية المصرية التى تمارس عملها الأهلى فى جمهورية مصر العربية ودولة أخرى أو أكثر». ولكن، وكما هو واضح، فإن التصور يقتصر على إنشاء «منظمات إقليمية»، دون أن يمتد إلى إنشاء «مؤسسات عالمية» يتسع نطاق أنشطتها إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين فى العالم أجمع. وتبقى أمنية أخيرة بأن يقوم الإعلام العربى بتغطية أنشطة مؤسسة مجدى يعقوب الأفريقية والخارجية على ذات النحو الذى يقوم به فى تغطية أنشطة أنجلينا جولى وغيرها من الشخصيات الأجنبية.