من أدبيات قصة الفداء المسيحى أن يتم تسمية السيد المسيح بالعريس والكنيسة بالعروسة، ولذلك يُطلق على الكنيسة المصرية «عروس الفادى القبطية».. ومن الناحية الدينية البحتة فإن كلاً من العريس والعروسة فرحان بأحداث مدينة «العريش» الأخيرة ونزوح أهلها الأقباط تبعاً لقول السيد المسيح، عليه السلام: «طوبى لكم إن عيروكم وطردوكم».. أما من الناحية الدنيوية فالحديث ذو شجون.
1- للدقة، ما حدث ليس «تهجيراً»، بل نزوح لمواطنين فشلت الدولة فى حمايتهم، كما غابت -حتى الآن- عن عملية توفير مسكن ملائم لهم وتوفيق أوضاعهم المجتمعية. (تسكين عدد من الأقباط ببيوت الشباب بالإسماعيلية هو مبادرة شخصية من وزير الشباب بعد تدخل وسطاء من الأهالى، وهو أمر لا يعبر عن توجه الدولة. وتصريح الوزيرة غادة والى، الذى قالت فيه إن هؤلاء الناس سيعودون لبيوتهم «خلال أيام»، هو نكتة أقل إضحاكاً من نكتة «طارق عامر» عن سعر الدولار).
2- هذه ليست أولى عمليات التهجير أو الهجرة أو النزوح أو النقل، وحدث الأمر لعدد كبير من المسلمين من المنطقة نفسها، والدولة تتعامل مع الجميع بمبدأ «الكل فى الهم سواء»، وهذا خطأ وخطر، ولكن ما يدعو للتأمل هو أن قطاعاً كبيراً من المسيحيين المصريين يريد أن تتم معاملته معاملة شديدة الخصوصية فى الأزمات، فيما يرفض أن يتم اعتباره أقلية ذات حقوق أقل فى الظروف العادية.. وهذا ليس عيباً، لأن البحث عن الحقوق واجب وأخذها صنعة، لكن عدم التضامن إلا مع أبناء الطائفة هو سلوك غير نبيل يحتاج لمراجعة.
3- أحد الأحزاب السياسية، الذى له عشرات النواب بفضل أصوات الأقباط، امتنع عن إصدار أى بيانات أو تعليقات واكتفى بإقامة حفل افتتاح لأحد مقراته الجديدة!!
4- وقف اللاعبون فى مباراة كرة قدم بكأس مصر دقيقة حداداً على روح والد اللاعب السابق محمد أبوتريكة، رحمه الله، وهذا عادى وجيد، لكن أحداً لم يقف حداداً على مدنيين قُتلوا على الهوية، وهذا غريب!!
5- هناك مراهقة سياسية من عدد كبير من نشطاء الأقباط عبر المتاجرة بالقصة والضحايا، ولكن هذا كله «لعب عيال»، لكن أقذر مَن قد تراهم فى حياتك هم من يعيشون فى بلاد أخرى ويحملون جنسياتها ويختبئون خلف شاشات حواسيبهم ويتاجرون دولياً بالقضية عبر مطالبة المصريين بتسجيل أسمائهم بالمفوضية العليا لشئون اللاجئين، أو المطالبة بالتظاهر أمام البيت الأبيض باعتبار أنه سيجعل أيامنا سوداء (حصلنا الرعب والتهديد). هؤلاء جمعوا بين الضحالة والعمالة.
6- بائس جداً أن يكون لدينا إعلامى خالى الموهبة ولكن أن يكون أيضاً منزوع الدم وعديم الذوق فهذا كثير علينا، والحديث هنا عن من يقول إن إسرائيل وراء ما يحدث.
7- بمناسبة إسرائيل: لا أعرف حتى الآن التعليق الرسمى من الدولة المصرية على قتل ونزوح مواطنيها من مدينة العريش على يد جماعات إرهابية، ولكننا جميعاً نعلم فحوى البيانات التى كانت ستصدر عن الدولة ومؤسساتها لو أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قتلت أو هجّرت عدداً مماثلاً من الفلسطينيين!!