لقد اكتشفت أن أولويات الناس فى القطاعات الرئيسية من الشعب المصرى فى الريف والحضر مختلفة تماماً عن أولويات الخبراء والفنيين، هذا المقال محاولة لرصد أولويات الشعب ومطالبه وعددها 12 أولوية يحتاجها الشعب من الحكومة.
إن الحديث مع أى مصرى الآن يدور حول مصاريف الميكروباص والمدرسة والمستشفى، والملابس وأنواع البقالة من الفول حتى الجبنة!!، وحينما تحدث أحدهم عن المشروعات القومية يقول لك كلمنى عن حالى، بالطبع إن ملايين المصريين الذين وضعوا ثقتهم فى السيسى، لن (تتزحزح) هذه الثقة قيد أنملة؟!. أنا لا أتحدث هنا عن صالونات المناطق الراقية، وفلسفة التقليد الأعمى للغرب، وإنما أتحدث عن الفلاحين الذين أقابلهم فى قريتى الغار شرقية أو فى قرى النوبة أو إدفو أو العدوة أو سمالوط.
حيث أشارك مع فريق علمى وعملى فى التنمية الريفية لتلك القرى أو فى شوارع وحوارى مصر القديمة والجمالية، وقد كان حديث هؤلاء جميعاً عن تمسكهم بالسيسى رئيساً لاستكمال مسيرة بدأها وإتمام مسار هو صانعه لمصر حديثة ومتميزة. إن الحكومة واجب عليها النزول على رغبة هؤلاء الملايين الذين يتحملون فى صبر أقسى لحظات ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ثقة فى نقائه وانتقاء لدوره المنقذ لمصر من التطرف والإرهاب والفوضى والفقر. ولعل رباعية التطرف الدينى والإرهاب المتخفى وراءه، والفوضى المبنية على تفكيك الدول، والحصار الاقتصادى لمزيد من الفقر، هى نفس الرباعية التى استخدمتها إدارة أوباما لعنه الله، حينما قدم نفسه فى جامعة القاهرة خليفة للإسلام الجديد، وجدته تحج لبيت الله الحرام فى تضخيم لافت للنظر فى وسائل الإعلام العالمية التى لم تتحدث عن بابا الفاتيكان مثلما تحدثت عن حج جدة أوباما الكينية (من كينيا). ولعلى أستأذن القارئ أن أطرح أولويات الشعب كما يريدها أفراده، وليس كما يريدها خبراؤه، وهى بالترتيب كما يلى:
1- الصحة: بين حضانة الأطفال ورعاية الكبار وإنقاذ مصابى الحوادث.
2- التعليم: بين مدارس وجامعات (قائدة) ومدارس وجامعات (تابعة) ومدارس وجامعات تحقق حد الكفاف التعليمى.
3- الحماية الاجتماعية للفقراء:
- بين نظام تأمينات اجتماعية فاشل بامتياز.
- وغياب تأمين البطالة الذى يجعل الملايين تتعلق بالجهاز الحكومى.
- وغياب تأمين الحالات الطارئة.
4- القضاء على الفقر: من خلال برنامج تدريجى لتوفير فرص العمل خارج الحكومة فى الصناعات الصغيرة فى المنازل والورش والمزارع والخرابات والأراضى الفضاء والساحات وأسواق اليوم الواحد والعربات المتنقلة.
5- حماية البيئة ونشر الخضرة والجمال وامتداد كورنيش النيل وتجميل المناطق القديمة:
- عودة النظافة للحوارى والشوارع فى القرى والمناطق الشعبية قبل المناطق الراقية.
- نقل كل مصادر التلوث خارج الكتل السكنية بمائة كيلومتر وتخصيص الأراضى الصناعية مرفقة مجاناً لهذه الصناعات.
- تحويل كل مصادر الصرف السائل الصناعى والصحى إلى المناطق الصحراوية بعيداً عن النيل وإنشاء محطات معالجة نهايات المصارف الزراعية لزيادة مياه نهر النيل المعالجة للرى والشرب.
- العودة لإنشاء الحدائق الكبرى بالمحافظات مثل الحديقة الدولية بالقاهرة والإسكندرية والمنيا وحديقة الأسرة بالقاهرة الجديدة.
- تطوير وإنشاء والتوسع فى كورنيش النيل على مسار النهر وفروعه والترع والرياحات.
- تجميل المناطق التاريخية والقديمة والعشوائية.
6- الإسكان الاجتماعى غير الحكومى:
- الإسكان التعاونى: فى تشجيع وإنشاء جمعية تعاونية للإسكان فى كل قرية وحى للانتقال للمناطق الجديدة.
- تشجيع وإنشاء جمعية إسكان لكل نقابة مهنية.
- تشجيع وإنشاء جمعية إسكان لكل إدارة حكومية حسب موقعها الجغرافى وليس فى ديوان عام الوزارات فقط.
- تشجيع وعودة مشروعات إسكان المحافظات تحت إشراف المحافظ.
- ثم أخيراً برنامج الإسكان الاجتماعى لوزارة الإسكان. - تطوير المناطق العشوائية فى أماكنها وعدم نقلها إلا للمناطق شديدة الخطورة سواء بسبب موقعها أو تصميمها.
7- التنمية الريفية للقرى القديمة وحماية الفلاح الصغير وتوسيع مصادر دخله ودخل قريته وإنشاء القرى الجديدة بالصحراء كتوأم للقرى القديمة فى الوادى: - بمعنى أن تخصص لكل محافظة مساحة فى الأراضى الجديدة تديرها إدارة الأراضى الجديدة التابعة لمديرية الزراعة بهذه المحافظة ويعاونها جهاز استصلاح الأراضى المركزى بوزارة الزراعة، حيث ثبت أن التواصل الاجتماعى لسكان القرى هو أساس توطين واستقرار المزارعين فى القرى الجديدة (نموذج مزارعى قرى درب الأربعين على طريق باريس - توشكى) حيث تركوا منازلهم التابعة لمشروع قرى الظهير الصحراوى.
8- تنمية قطاع الحرفيين والورش الصغيرة داخل الأحياء والمدن: فهو قطاع مهم مثل جمعيات صناع الأثاث، وصناعة الأحذية، والأنتيكات، والترزية، وصناعة السجاد والكليم، ومنتجات خان الخليلى.
9- الأمن الغذائى: وإعادة النظر فى الدعم العينى للسلع والأغذية الرئيسية، فإن مؤشر الحماية الاجتماعية يكون ضمن البرنامج القومى للتنمية ويجب أن يكون سعر ساندوتش الفول والطعمية، وثمن كيلو العدس والأرز والسكر وباكو الشاى هو مؤشر الحماية الاجتماعية.
10- وسائل الترفيه والتسلية رخيصة الثمن: (سيستغرب أن يكون هذا اهتمام الجماهير وليتهم يشاهدون الملايين الذين فرحوا بفوز مصر، أو الملايين الذين ضحكوا من مسرحيات عادل إمام وفؤاد المهندس ثم أخيراً مسرح مصر) ولعل ملايين الشباب الذين زحفوا خلف عمرو دياب ومحمد منير مؤشر أن صناعة السعادة أصبحت أهم مؤشرات التنمية الذى تبغيه الأمم المتحدة، الأمر الذى جعل الإمارات تنشئ للسعادة وزارة!، ولقد كان جمال عبدالناصر أول من التفت إلى أهمية دور الفن فى إسعاد الشعب من خلال أم كلثوم وعبدالحليم.
11- الرياضة: التربية الرياضية والبدنية للجميع: إن مراكز شباب المدن ومراكز شباب القرى التى يبلغ عددها الإجمالى نحو 6000 مركز شباب فى الريف والحضر هى خط الدفاع الأول ضد التطرف الدينى.
12- صناعة الفكر والثقافة والمعرفة: دور قصور الثقافة والمكتبات العامة والهيئة العامة للاستعلامات، لقد تربى جيلى بالكامل بين جنبات قصور الثقافة والمكتبات العامة واحتفالات الهيئة العامة للاستعلامات بالمناسبات القومية وتمثيليات الرحيل والساقية. وختاماً.. سوف أحاول لاحقاً أن أفرد بعض التفاصيل عن كل ملف من هذه الملفات الاثنى عشر، لأضعها أمام صانع القرار فى مصر ليعرف رأى الشعب الذى يسبق أحياناً رأى الخبراء!!