فنجان القهوة، أو كوب الشاي بالنعناع، خارج الشرفة قبل منتصف الليل، يشاركه صوت عذب ذاب داخل لحن، لم يمل من سماع كلماته، قبل أن يستسلم له في كل مرة يحرك مشاعره، ويدندن معه نفس السؤال: "إمتى الزمان يسمح يا جميل وأسهر معاك على شط النيل".
صوت الموسيقار محمد عبدالوهاب العذب وجمله اللحنية التي أسرت أذان "السميعة"، وكلماته التي تربعت على قلوبهم، شكل بهم جزء كبير من تاريخ الموسيقى العربية، بين "لنيل نجاشي" و"مضناك جفاه مرقده"، و"أنت عمري" و"دارت الأيام"، و"عزيزة"، "كل ده كان ليه"، "هان الود عليه" وغيرها.
بدأ عبدالوهاب حياته الفنية مطربًا بفرقة فوزي الجزايرلي في عام 1917، قبل أن يلتحق بـ"نادي الموسيقى الشرقي" أو معهد الموسيقى العربية عام 1920، لدراسة العود، قدم خلال مسيرته الفنية أشكال الموسيقى المختلفة بين الطقطوقة، والمونولوج الغنائي، والقصيدة، وأدخل الإيقاعات الغربية مثل الفالس في قصيدة الجندول عام 1941، والروك أند رول في أغنية "يا قلبي يا خالي" التي غناها عبد الحليم حافظ.
تعليقات الفيسبوك