في ذكرى ميلاد "لاعب النرد".. درويش يرفع راية "دولة فلسطين" في 2017
الشاعر الفلسطيني محمود درويش
بأبيات شعرية تحمل في طياتها "رمزية" حديثة، ولغة عربية فصيحة، وأوزان شعرية حرة، كتب محمود درويش قصائده ثائرا على المعتدي، جاعلا القضية الفلسطينية نهجا وخط سير، مازجا الحب والوطن والحبيبة، رافعا شعار: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، كـ"قبلة أمل"، وكإعلان فلسطين دولة داخل القلوب، وتأريخ لكل حدث داخل الأراضي المحتلة حتى "خوف الغزاة من الذكريات".
في 13 مارس من عام 1941، ولد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، في قرية البروة بالجليل، واضطر كغيره من الفلسطينيين إلى اللجوء للبنان، بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948، ولما عاد وقت الهدنة 1949 وجد بلده خرابا، وعلى أرضه بني "كيبوتس" إسرائيلي، فعاش في قريته الجديدة، مناضلا من أجل قضيته وأرضه، اعتقل مرارا بسبب آرائه السياسية، ونضاله الثوري، وقلمه الذي فشل الاحتلال في قصفه حتى في السجن.
أما شعره، فكان كبوق صارخ حاملا القضية الفلسطينية لجميع أنحاء العالم، فترجمت أشعاره للغات العالم، وأصبح بعض الكتاب يحملون لقب "درويشي"، كالكاتب الفلسطيني الفرنكوفوني إلياس صنبر، وغيره، من الذين ترجموه أعماله للغات عدة.
أما العام الحالي، فحمل احتفاء عالميا بشاعر المناضل، فخرجت "المجلة الأكاديمية المحكّمة"، بافتتاحيتها للعام بعدد مزدوج لشهري يناير وفبراير، يستقرئ التجربة الشعرية والحياتية الحافلة لشاعر فلسطين، بإشراف وإعداد الكاتب والأستاذ الجامعي في "المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية" INALCO في باريس كاظم جهاد.
كما احتفلت القارة الأوروبية بمحمود دوريش شاعرًا فلسطينيًا وإنسانيًا، ففي بلجيكا، أعلن إطلاق كرسي جامعي يحمل اسم شاعر فلسطين (في جامعة بروكسيل الحرة وجامعة لوفان الكاثوليكية) هذا العام، كما أعلن عن جائزة دولية تشجع الدراسات الجامعية (رسالات الماجستير وأبحاث الدكتوراه) التي تتطرق إلى الأدب الفلسطيني والنتاج الإبداعي لشاعرها درويش، بينما أصدرت مجلة "أوروبا" الفرنسية عددًا مزدوجًا خاصًا بـ"عاشق فلسطين".
"لاعب النرد".. الذي أعار إيقاعه لقضيته، فصور مأساة شعبه، ورصد شهداء وطنه حارسا تاريخه، أكد ما قاله متحديا غريمه "الموت"، "هزمتك يا موت الفنون جميعها"، فخلدته قصائده.