بعد اتفاق استئناف «النفط السعودى».. «خبراء» يتوقعون عودة العلاقات المصرية السعودية لطبيعتها
صورة أرشيفية
بعد إعلان وزارة البترول الاتفاق مع شركة «أرامكو» السعودية على استئناف إمدادات النفط، توقع خبراء أن تشهد العلاقات المصرية السعودية انفراجة، بعد فتور استمر شهوراً فى العلاقات بين البلدين. وقال السفير سيد أبوزيد، سفير مصر الأسبق لدى المملكة، لـ«الوطن»، إن العلاقات المصرية السعودية تقف على أسس راسخة فى القدم والأهمية، وهى علاقات شاملة تضم كل المجالات، وهى ليست علاقات رسمية فقط بين الدولتين ولكنها شعبية ووثيقة ومتينة، ومن ثم فإن أى عارض يعترى هذه العلاقات لا يستطيع أن يهز أسس العلاقات بين البلدين، وهذا ما أقوله منذ ما قيل عن وجود نوع من التوتر أو الخلاف بين الدولتين. وأكد «أبوزيد» وجود قنوات تسمح بإذابة أى خلافات، واتصالات مستمرة ولم تنقطع بين الجانبين، معتبراً أن ما حدث فى الفترة الأخيرة من استئناف شركة أرامكو ضخ البترول يعد أمراً طبيعياً، فالشركة استأنفت تنفيذ الاتفاق المبرم، ولكن «من الأفضل القول إن هذا مؤشر على أن العلاقات بين البلدين تذيل كل الشوائب التى علقت بها خلال المرحلة الماضية، ومسألة الاستئناف هى مؤشر إيجابى يبين مسار التحسين، فضلاً عن أن قمة عمان العربية المقبلة ستكشف مدى وصول العلاقات المصرية السعودية لطبيعتها من جديد، حيث ستتيح مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك سلمان فرصة للقاء وتصفية أى عوائق أمام استمرار تطوير علاقات البلدين، لاسيما أنه لا غنى لمصر عن السعودية ولا غنى للسعودية عن مصر، وهما محور استقرار فى المنطقة العربية فى ظل ما تواجهه من تحديات».
من جانبه، قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار شركة أرامكو يمثل بادرة تدل على استعادة وضع العلاقات كما كانت وإن كانت بادرة صغيرة أو قراراً طبيعياً، لكن السعودية لا تتصرف بالصدفة مما يعزز دلالة تلك الخطوة، التى سيتم البناء عليها عندما يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الملك سلمان بن عبدالعزيز فى الأردن أواخر الشهر الحالى. وحول بقية النقاط الخلافية قال: «لا يوجد خلاف سوى على دور بشار الأسد فى سوريا، وكلانا يرى أنه يجب أن يمضى ولكن مصر ترى أنه يمكن أن يبقى لفترة لتسليم الراية لمن يليه، أما
من جانبه، قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار شركة أرامكو يمثل بادرة تدل على استعادة وضع العلاقات كما كانت وإن كانت بادرة صغيرة أو قراراً طبيعياً، لكن السعودية لا تتصرف بالصدفة مما يعزز دلالة تلك الخطوة، التى سيتم البناء عليها عندما يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الملك سلمان بن عبدالعزيز فى الأردن أواخر الشهر الحالى. وحول بقية النقاط الخلافية قال: «لا يوجد خلاف سوى على دور بشار الأسد فى سوريا، وكلانا يرى أنه يجب أن يمضى ولكن مصر ترى أنه يمكن أن يبقى لفترة لتسليم الراية لمن يليه، أما الخلاف على قرار مجلس الأمن فالقرار الفرنسى كان على هوى السعودية وكلا القرارين الروسى والفرنسى لم ينَل الموافقة، أما مسألة الجزيرتين فهى مسألة داخلية مصرية». من جهته، اعتبر الدكتور عاطف سعداوى، الخبير فى مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» أنه لا شك أن إعلان مصر رسمياً أن الرياض وافقت على عودة توريد شحناتها البترولية للقاهرة بعد 5 أشهر من التوقف يعد مؤشراً مهماً على أن مرحلة التوتر فى العلاقات بين البلدين فى طريقها للنهاية إن لم تكن قد انتهت بالفعل، ولا شك أيضاً أن انتهاء التوتر بهذا الإعلان المفاجئ، وبهذه الخطوة المهمة، يعنى أن تفاهمات جديدة تمت بين البلدين فى الآونة الأخيرة فى الملفات الشائكة العالقة بينهما، لا سيما ملف تيران وصنافير، وأضاف: «أيضاً لا يمكن أن تكون هذه الخطوة قد تمت بعيداً عن زيارة ولى ولى العهد السعودى ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، والتفاهمات الإقليمية التى اتفق عليها مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى تحتم عودة التقارب بين الحليفين الإقليميين الأبرز (مصر والسعودية) فى مواجهة المخاطر التى تواجه الحليفين السعودى والأمريكى، ففى اللقاء الذى جمع بن سلمان وترامب أكدا على تطابق وجهات نظريهما على ضرورة مواجهة الخطر الإيرانى وامتداداته فى اليمن وسوريا، وأكدا التزامهما بدعم مصر والبحرين والسودان فى ظل التحديات التى تواجهها هذه الدول». وقال «سعداوى» إن التوجه السعودى الجديد يتمثل فى تجاهل أسباب الخلافات مع مصر، معتبراً أن عودة التقارب بينهما مجدداً لا يمكن أن يتم تفسيره بمعزل عن الجهود الأمريكية السعودية الساعية لإبعاد مصر عن إيران، والمحاولات الأمريكية بإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية وفرض ترتيبات إقليمية قد تشهد تشكيل تحالف جديد بأدوار مختلفة يضم إلى جانب مصر والسعودية كلاً من الأردن والإمارات، ولا تقف إسرائيل بعيداً عنه، هدفه محاصرة النفوذ الإيرانى، ومحاولة مساعدة واشنطن فى تنفيذ رؤيتها لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام فى الشرق الأوسط.