الجاليات التركية فى دول «الاتحاد» تحت مقصلة اليمين المتطرف
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
فى إطار تصاعد المواجهة الكلامية والأزمة بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والدول الأوروبية، حث «أردوغان» الأتراك المقيمين فى أوروبا على إنجاب 5 أطفال، وخاطب الجاليات التركية هناك، التى تعد بالملايين: «أنتم مستقبل أوروبا». وقال «أردوغان» فى 17 مارس: «من هنا أقول لمواطنى ولإخوانى وأخواتى فى أوروبا، علّموا أولادكم فى أفضل المدارس، احرصوا على أن تعيش عائلاتكم فى أفضل الأحياء، قودوا أفضل السيارات، اقطنوا أفضل البيوت». وأضاف: «أنجبوا خمسة أطفال وليس ثلاثة، فأنتم مستقبل أوروبا»، وتابع: «هذا هو الرد الأفضل على الوقاحة والعدائية والأخطاء التى ارتكبت بحقكم»، فى إشارة إلى منع تجمعات الأتراك بخصوص التعديلات الدستورية.
«لوبان»: أتراك أوروبا مستقبلهم فى تركيا وليس بلادنا
تصريحات الرئيس التركى أثارت حفيظة اليمين المتطرف فى أوروبا، الذى بالأساس يكن العداء لغير الأوروبيين ويريد إعادتهم إلى مواطنهم الأصلية، وكانت أبرز ردود الفعل قادمة من المرشحة الرئاسية فى فرنسا ماريان لوبان التى ردت على «أردوغان» بقولها، عبر «تويتر»: «عزيزى أردوغان إن مستقبل الأتراك فى أوروبا هو تركيا»، ما يعنى إعادتهم إلى بلدهم، وليس مستقبلهم فى أوروبا، وفق ما نقلت صحيفة «حرييت» التركية فى تقرير نُشر 20 مارس.
الباحث فى الشأن التركى والعلاقات الدولية محمد حامد، يعتقد أن أزمة «أردوغان» مع أوروبا، المفتعلة وفقاً له، لا تقف فقط عند حدود اليمين المتطرف، وإنما ساعدت فى نمو حالة الاستنفار والشد داخل الجاليات التركية، ولهذا السبب رفضت دول أوروبية تجمعات التعديلات الدستورية؛ لأنها تخشى انتقال المواجهات الداخلية بين الأتراك إلى أوروبا. وقال «حامد» لـ«الوطن»: «مسألة دعوة أردوغان الأتراك للإنجاب أكثر دعوة سلبية وأنا ضدها»، مضيفاً: «رأيى أن مستقبل الجاليات التركية مرتبط باليمين المتطرف، كلما صعد اليمين المتطرف فى أوروبا، زاد التضييق على المهاجرين واللاجئين، بمن فيهم الأتراك».
وأضاف «حامد»: «ما صرح به أردوغان من سخرية تجاه هولندا سيصعب لملمته بعد الانتهاء من الاستفتاء الدستورى، والعداء الأوروبى لتركيا بخصوص الاتحاد الأوروبى لن يتغير فيه شىء وهو أن أنقرة لن تلتحق بالاتحاد الأوروبى، أما بالنسبة للجاليات التركية فسيكون الخطر من الجماعات المتطرفة التى تعتقد بمسيحية أوروبا وتطالب بوقف المهاجرين واللاجئين والحفاظ على الهوية الأوروبية».
وتابع الباحث فى الشأن التركى: «أردوغان كان هدفه جمع أصوات من الخارج، والانقسام بالفعل كان موجوداً بين الأتراك فى الخارج بين المؤيدين والمعارضين للتعديلات الدستورية، فخشيت أوروبا أن يحدث اشتباك بينهم، وبالتالى رفضت انتقال الصراع السياسى بين الأتراك فى الداخل إلى أوروبا، غير أنها أيضاً غير مؤيدة لتلك التعديلات». وقال «حامد»: «حكومة أردوغان باتت هى الأخرى يمينية متطرفة بالتحالف مع الحزب القومى التركى، وتصرفات أردوغان تشعل نار القوميات ورفض العرب والأجانب والإسلاموفوبيا فى أوروبا».