مخرج عراقي يوثق الفرار من جحيم "داعش": "الحلم الحلو" للاجئين
المخرج العراقي
كاميرا صغيرة الحجم، وممثلون متطوعون، وفكرة رائعة، ذلك كل ما يمتلكه المخرج العراقي علي طالب، لتنفيذ أفلامه التسجيلية القصيرة، التي تسلط الضوء على جزء مما يحدث في بلاده، يلامس بدقة المعاناة التي يعيشها المتضررين من الحرب على تنظيم داعش، وينقلها عبر كاميرته إلى الخارج.
قبل 9 أشهر، فكر المخرج العراقي في إنتاج فيلم يوثق معاناة اللاجئين الفارين من جحيم داعش، على الفور أخذ كاميرته وشرع في تنفيذ فكرته، التي حملت اسم "الحلم الحلو"، تتمحور أحداثه بحسب ما يروي طالب لـ"الوطن" حول ذلك الطفل الذي تحكي له والدته عن حلم الوصول إلى بلاد لا تعاني من ويلات الحرب واللجوء.
أهمية الفيلم تكمن في أن أكثر من 25 ألف طفل مهاجر فقط بين عامي 2015 و2016، بحسب المخرج العراقي، الذي يعتبر أن فيلمه الذي لا تتجاوز مدته الثلاثة دقائق يختزل معاناة "جيل بأكمله"، معاناة آلاف الأمهات اللاتي عاصرن الحروب، وشاهدن بلادهن تدمر أمام أعينهن.
يحمل الفيلم الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية، عدة رسائل للعالم، كما يقول "طالب"، أبرزها المهاجرين الذين فروا إلى البلاد الأخرى، لم يأتوا لكي يشاركوا الأهالي المال أو الغذاء أو حتى العمل، إنما هاجروا بسبب الحروب واضطروا إلى ترك بيوتهم التي تأويهم.
المخرج العراقي وثق آلام اللاجئين بفيلم "صرخات صامتة"
أرسل المخرج العراقي فيلمه إلى عدة مهرجانات دولية، منها مهرجان كان ومهرجان لوس أنجلوس ومهرجان اليابان، بالإضافة إلى فوزه بجائزة "قمرة"، مستعينًا بتشجيعات كل من رأى الفيلم، الذي لا يعتبر فيلمه الوحيد، فسبق أيضًا أن أخرج وأنتج فيلمًا آخر تحت اسم "صرخات صامتة".
"صرخات صامتة" بدوره حصل على جائزة أفضل إخراج، في مهرجان "الهاتف المحمول" بفرنسا، نظرًا لأن الفيلم تم تصويره عن طريق الهاتف، يقول طالب إنه يتحمل تمويل أفلامه وإنتاجها، مع العلم أن تلك الأفلام لا تكلفه سوى "صفر" دولار، وذلك لأن الأدوات اللازمة للتصوير ملكه، والممثلين الذين يجسدون أدوارًا في هذه الأفلام متطوعون في الغالب، لا يتقاضون أجرًا.
يتحدث طالب عن سبب تصويره لفيلمه "صرخات صامتة"، بكاميرا الموبايل، لكي تكون الصورة أوضح وأكثر تعبيرًا، فالرسالة التي يحاول إيصالها، لا بد أن تكون صادقة، والموبايل خير وسيلة لتوصيل تلك الرسالة.
الهدف من كل ما يفعله طالب، بحسب حديثه لـ"الوطن" هو إيصال تلك الرسالة، أن ذلك ما يحدث دائمًا، تلك القصص التي تصورها الأفلام التسجيلية تحدث يوميًا، في سوريا والعراق وغيرها، دون أن ينتبه لها المجتمع الدولي بالشكل الكافي، هي رسالة تحاول أن تلفت انتباه ما تبقى من ضمير لدى الإنسانية.