مستشفى 6 أكتوبر: طوابير فى انتظار «كشف الـ3 دقائق».. والزيارة بـ«الخناق»
مبنى مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى
فى شارع التحرير بحى الدقى، يتجمع عدد كبير من المرضى أمام مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى، منذ ساعات الصباح الأولى، لتوقيع الكشف وصرف العلاج.
منذ الـ7 صباحاً، يصطفون وراء بعضهم البعض، فى انتظار دخول غرف الكشف، بين هؤلاء يقف مصطفى حليم، رجل خمسينى، يعانى داء السكرى، يقول لـ«الوطن»: «بنتبهدل آخر بهدلة، عملت عملية بتر فى صوابعى، وكنا بندخل غرفة العمليات اتنين مع بعض، فالجراح كان يدخل الغرفة ويجرى العمليات للأشخاص ورا بعض».
يتابع: «وكمان صرف الأدوية معاناة تانية، فيه أدوية متوفرة وكتير مش موجودة، ومعظم اللى بيتعالجوا فى التأمين الصحى، ظروفهم المادية صعبة، عشان كده مفيش قدامهم إلا تحمل طوابير الانتظار الطويلة، فى انتظار الكشف والعلاج».
سناء أحمد، سيدة أربعينية، جاءت بصحبة أبيها المريض بالكبد والضغط والسكر: «الانتظار فى حد ذاته بهدلة للمرضى، العدد بيبقى كبير والدكاترة عددهم قليل جداً، والكشف بيكون فى 3 دقايق مش أكتر، لو سألت الدكتور على حاجة يزعق فينا».
تحكى «سناء» أن والدها كان موظفاً بسيطاً فى إحدى المؤسسات الإدارية، ولا يستطيع تحمل تكاليف العلاج وشراء الأدوية على نفقته الخاصة، ورغم ذلك يضطرون إلى دفع الكثير من الأموال لتوفير الأدوية غير الموجودة فى صيدلية المستشفى.
بين المنتظرين، قالت سيدة ثلاثينية، طلبت عدم ذكر اسمها، إن «دكاترة قسم النساء والولادة، مفيش عندهم صبر، وحتة وسيلة منع حمل بعانى علشان أركّبها هنا، والخدمات والمتابعات للنساء بعد الولادة مُتدنية، والمرضى بيعانوا من معاملة الممرضات».
وتضيف: «مستشفيات التأمين الصحى بتاع الناس الغلابة، فعادى إنك تلاقى فيها الممرضة بتزعق للمرضى، ومانقدرش نطلب منها حاجة، وبيخلوا المُرافق اللى جاى مع العيان يخدم المريض فى كل حاجة».
تمر الساعات طويلة، حتى تدق الثانية بعد الظهر، عندها يبدأ المستشفى فى استقبال زيارات المرضى المقيمين فى الداخل، بعد انتهاء مواعيد الكشف على المرضى وصرف العلاج. يقف الحراس ويمنعون أى شخص من الدخول، فيما يحضرون قوائم بأسماء المرضى المقيمين، وأرقام غرفهم، ويسمحون بعدد محدود للغاية للزيارة.
تقف سيدة أربعينية ترتدى عباءة سوداء أمام باب المستشفى، تتفاوض مع الحراس مرة بعد أخرى، وتُلح عليهم، لكنهم يرفضون دخولها، تصيح ويعلو صوتها بالدعاء عليهم.
تقول «إيمان»: «الأكل اللى بيقدموه للعيانين وحش، ابن أختى عامل عملية فى رجله، وكل ده بحاول أدخل له شوية شوربة، والأمن منعونى من الزيارة وقال لى المريض معاه مرافق، ولا يحتاج للزيارة، وكنت جاية ومعايا شوربة لسان عصفور، مضطرة أخبيها وكأنى داخلة بمخدرات، أمال لو كانوا بيقدموا أكل كويس للعيانين المحجوزين كانوا عملوا فينا إيه؟».
تتردد نرمين أبواليزيد، الفتاة العشرينية، على المستشفى منذ فترة طويلة، لزيارة والدتها المحجوزة، قالت: «العيان اللى معاه فلوس ويدخل مستشفى خاص بيعانى، والعيان اللى معاه يجيب الأدوية من صيدلية بره المستشفى برده بيعانى، فما بالكم بالمرضى اللى بيتعالجوا فى التأمين الصحى».
تعقب «نرمين» على محاولات الدولة لفتح جميع المستشفيات أمام المواطنين وعلاجهم فى مشروع التأمين الصحى الجديد، بأن «المشكلة مش فى عدد المستشفيات، المشكلة فى الخدمة اللى بتقدمها للناس، المرضى ييجوا يضحكوا على نفسهم إنهم كشفوا، مع إنهم مش بياخدوا مع الدكتور أكتر من 3 دقايق، ويكتب لهم روشتة».