مغامرة صحفية استمرت شهراً داخل السلاسل الكبرى ومخازن غير مرخصة
مغامرة صحفية استمرت شهراً داخل السلاسل الكبرى ومخازن غير مرخصة
على مدار الشهور القليلة الماضية، ظلت أزمة الدواء هى الشغل الشاغل للمواطنين، خاصةً فى مدينة الإسكندرية، باعتبار أنها تضم عدداً كبيراً من شركات إنتاج الأدوية، ما دفع «الوطن» لخوض تجربة جديدة، للتعرف على «العالم السرى» لما يُعرف بـ«إمبراطورية الدواء»، حيث نجح محرر «الوطن» فى شغل وظيفة «صيدلى» فى واحدة من أكبر سلاسل الصيدليات بالإسكندرية، مغامرة استغرقت شهراً كاملاً، تعرف خلالها على بعض خفايا «مستنقع الفساد»، الذى يتحكم فى أرواح كثير من المصريين، بداية من ازدهار مصانع «بير السلم»، حتى تحكم «السوق السوداء» فى مصائر المرضى، وكشف عدداً من «الممنوعات»، التى يتعين على كثير من الصيادلة ارتكابها، بتعليمات مباشرة من «مافيا احتكار الدواء»، لتحقيق أكبر مكاسب لهم، حتى ولو كان ذلك على حساب استغلال احتياجات المرضى.
«الوطن» تخترق العالم السرى لمافيا احتكار الدواء.. من هنا بدأت الأزمة
كما كشف عن «حرب تكسير العظام»، التى تدور بين السلاسل الكبرى والصيدليات الصغرى، تنتصر فيها الأولى بجدارة، ليس فقط عبر «الرشاوى»، بل لتمتعها بـ«نفوذ كبير»، يقف حائلاً دون إغلاقها، ويساعدها على ارتكاب ما يحلو لها من مخالفات، دون وازع من ضمير، أو رادع من عقاب، وتمكنت «الوطن» من اقتحام مخازن الدواء غير المرخصة، واطلعت على نظامى تشغيل الفروع، سواء «الرسمى المزيف»، أو «الحقيقى المخالف»، ورصدت كيفية «استئساد» مديرية الصحة على بعض الصيدليات الصغيرة، بينما تكون مثل «النعامة» أمام خروقات السلاسل الكبرى، صاحبة مخازن الدواء، «مسرح» جريمة «التلاعب بالأسعار»، وأبرز لاعبى «مهربات الأدوية»، فى غياب الرقابة الحقيقية والحاسمة. ورغم أن أصحاب «البالطو الأبيض» هم المؤهلون الوحيدون لشغل وظيفة «دكتور صيدلى»، إلا أنه فى ظل العزوف عن تشغيل خريجى كلية الصيدلة، فقد أصبحت الوظيفة مرتعاً لغيرهم من غير المؤهلين، مما قد يسببه ذلك من كوارث صحية للكثير من المرضى، ولم يرهق محرر «الوطن»، خلال تلك المغامرة، سوى يوم «الخميس».