السودان بوابة مصر الجنوبية، عرضها 1273 كم، بعد سقوط الإخوان يونيو 2013، أصبح منفذاً لهروب عناصر التنظيم، قدم لهم تسهيلات كفلت لهم الاستفادة من اتفاقية الحقوق الأربعة «الإقامة، التنقل، العمل، التمليك»، رغم أنهم تسللوا بطرق غير مشروعة، ومطلوبون أمنياً، التنظيم الدولى للإخوان فتح عدداً من المشروعات التجارية والزراعية والاستثمارية لتوفير فرص العمل والدراسة لهم، جناح محمود عزت أجرى انتخابات المكاتب الإدارية بالخارج لاختيار مجلس شورى للإخوان المصريين بالسودان، فوز محمد الحلوجى المعروف بعدائه لـ«الجبهة الشبابية المسلحة» التى أسسها محمد كمال، دفع الأخيرة لإجراء انتخابات موازية، عزت أوقف دفع إيجارات مساكن ومصروفات إعاشة 47 عضواً بالجبهة، الجانبان تبادلا التشهير الإعلامى، على نحو قدم دلائل على تبنى السودان لجماعات تتبنى العنف المسلح، ما قد يعرضه لعقوبات دولية، مما يفسر الادعاء بطرد بعضهم، وهو ما نفته مصادر الإخوان بلندن، والمصادر الدبلوماسية بالخرطوم.. تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية حركة سواعد مصر «حسم» أكدت تلقى عناصرها دورات تدريب عسكرية ومخابراتية بالمعسكرات التى تمولها وتسلحها قطر بالخرطوم، بإشراف كتائب عز الدين القسام، لبناء تنظيم مسلح، وإنشاء جهاز مخابرات خاص بالإخوان، وتنفيذ عمليات لإسقاط نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بالقوة.. الأمن ضبط 25 صاروخاً مضاداً للطائرات و500 قذيفة بوادى النقرة جنوب أسوان نقلها مسلحون من السودان.
التصعيد السودانى بشأن حلايب وشلاتين جزء من خطة حصار مصر، السودان جدد شكواه لمجلس الأمن، ودعمها بشكوى إضافية بشأن إجراءات القاهرة لـ«تمصير» المنطقة أكتوبر 2016!! مصر رفضت التفاوض، أو التحكيم الدولى، استناداً لحقائق التاريخ والجغرافيا.. محمد على فتح السودان وضمها لمصر 1820، الباب العالى العثمانى اعترف بذلك رسمياً 27 مايو سنة 1866، الجيش المصرى ظل بالسودان بعد الاحتلال البريطانى، ولكن تحت قيادة كتشنر.. 19 يناير 1899 وقعت مصر اتفاقية الحكم الثنائى للسودان التى حددت خط عرض 22 شمالاً فاصلاً بين الحدود المصرية والسودانية، وأصبحت المرجعية الدولية الوحيدة لترسيم الحدود.. السودان شكل لجنة تضم وزارات الخارجية والعدل والداخلية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود، بهدف تجميع أعمال اللجان السابقة بشأن حلايب وتحديث مخرجاتها، لتحريك الملف، عقدت أول اجتماعاتها لوضع موجهات العمل وخارطة طريق للسيطرة على المنطقة.. وزارة المعادن وقعت اتفاقاً مع شركة «إزيماس» التابعة لمجموعة «أكروبول القابضة» الروسية للتنقيب عن الذهب والمعادن بولاية البحر الأحمر، حاولت إضافة حلايب وشلاتين كمنطقة تعدين سودانية للاتفاقية، لفرض أمر واقع، وإشراك أطراف دولية فى الأزمة، غير أن الروس حذفوا تلك الخرائط ورفضوا إدراجها بالاتفاقية.
خطة الحصار امتدت لحدودنا الغربية.. عندما انقلب المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته على الشرعية الانتخابية فى ليبيا، اتجه رئيسه نورى أبوسهمين إلى الخرطوم سراً، واتفق على صفقة سلاح لميليشيات «فجر ليبيا» التابعة للإخوان، نقلها الطيران السودانى من أم درمان إلى مطار معيتيقة، الحكومة الشرعية طردت الملحق العسكرى السودانى سبتمبر 2014، الغريانى مفتى الإخوان سافر الخرطوم للشكر، رغم أن موقف السودان ينبع من التزامه بالموقف القطرى الداعم للإخوان، على حساب الجيش الوطنى، الذى كان آخر مظاهره لقاء وزير الدفاع القطرى وعبدالرحمن السويحلى، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية.. والأخطر أن يتحول السودان إلى محطة لـ«داعش»، توجد بها مجموعات مهمتها استقبال المقبلين من المشرق العربى، وتجنيد عناصر جديدة، ودفعهم إلى ليبيا عبر المثلث الحدودى فى جبل العوينات عن طريق واحة الكفرة وجبل عبدالمالك.
الدور القطرى فى توريط السودان ضمن خطة حصار مصر بدأ منذ سنوات، الأمير الأب حمد بن خليفة ارتبط بعلاقة خاصة مع الإخوان السودانيين، قدم الدعم اللازم لتثبيتهم بالسلطة، ثم لعبور أزماتها، وسعى لرأب الصدع بين البشير والترابى، وتبنى مبادرة السلام فى دارفور التى توصلت إلى «اتفاق سلام الدوحة» بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة يوليو 2011.. فى أعقاب زيارة تميم للخرطوم التى أودع خلالها مليار دولار بالبنك المركزى السودانى عقد البشير اجتماعاً للقيادات العسكرية والأمنية والولاة نشر تفاصيله «إريك ريفز» الباحث المتخصص فى الشئون السودانية أوصى فيه بمساعدة «إخوان مصر» بالسودان وتأمينهم وتوفير فرص الاستثمار لهم، لتوقع عودتهم للسلطة!!.. قطر بعد محاولة المصالحة مع مصر التى قام بها الملك الراحل عبدالله اضطرت لترحيل بعض قيادات الإخوان الذين منحتهم الجنسية القطرية، ما دفعها لتوقيع اتفاق مع السودان يسمح بدخول حاملى جنسيتها دون تأشيرة، وتمتعهم بحق التنقل، وذلك قبل وصول أول طائرة تحمل 30 أسرة إخوانية من الدوحة.. الاستثمارات القطرية بالسودان قرابة 60 مشروعاً برأسمال 1.7 مليار دولار، و2 مليار لإعمار دارفور، ووديعة 2 مليار بالمركزى السودانى، وقرض مليار من الصندوق العربى لبناء «سد مروى»، وتعلية «خزان الرصيرص»، ورصف عدد من الطرق، ومليار لتنمية منطقة أهرامات البجراوية التى نجحت جهود «الشيخة موزة» مع اليونيسكو فى إدراجها ضمن التراث العالمى.. والأهم تحويلات قرابة 50.000 سودانى يعملون بقطر.. الانحياز السودانى لإثيوبيا بشأن سد النهضة امتداد لموقف قطر الداعم للسد، بتمويل مشروع زراعة مليون ومائتى ألف فدان، استفادت إثيوبيا من قيمتها فى التنفيذ.
السودان استقبل وزيرى دفاع قطر وتركيا يناير 2016، اللذين تربطهما بـ«داعش» علاقات خاصة، شاركا وزير دفاعه فى الاحتفال بتوسعات مصنع «سور» لإنتاج الملابس العسكرية والمدنية، فى وقت تعصف فيه الجيوش السيارة باستقرار المنطقة، وهى ترتدى أفخر الملابس العسكرية، وتوفر لضحاياها الزى الموحد للإعدام!!.. مواجهة المؤامرات يا سادة لا تكون إلا بالحزم، والتخلى عن المواءمات، مصر أنهت وجود السودان فى حلايب 1995، لكنها سمحت لقوة محدودة من جيشه بالتمركز بعمق 40 كم داخل حدودنا الدولية!! السودان يُبَدِلُها كل عام، باحتفالات تبرز ما يمثله وجودها العسكرى من تجسيد لسيادتها على المنطقة.. هذا العبث ينبغى أن يتوقف، لأن تواتره يوفر للسودان مادة للمنازعة.. خاصة أنه يعتبر حلايب أحد محليات ولاية البحر الأحمر.. خطة التنمية الشاملة للمنطقة ينبغى إنجازها بسرعة، لتوطين الأهالى بمساكن لائقة، وتوفير الخدمات من مياه شرب وكهرباء وغاز وتموين وصحة وتعليم، جزء مهم من خطة الأمن القومى.. فى خضم تورط السودان فى المؤامرة، والصيد فى الماء العكر مع السعودية وبعض دول الخليج، وعرقلة استيراد البضائع المصرية، حضر السيد الرئيس الحوار الوطنى بالخرطوم أكتوبر 2016!! ووزير الخارجية يُعِد لجولة تشاور سياسى.. إلى متى تنطلق سياستنا الخارجية من قواعد أخلاقية، لا تراعى مبادئ السياسة، ولا منهج المصلحة الوطنية؟!