شوارع غير ممهدة يحاوطها القمامة من كل اتجاه، لا خدمات من أي نوع، لا مياه ولا كهرباء ولا صرف.. واقع غير آدمي يعيشه أهالي قرية "بسيسه" بالجيزة، فجميع الخدمات "وخدنها من قرى جمبنا"، حتى يعيشوا أهل القرية على خدمات جميعها موجودة، لكن بطريقة غير قانونية.
عمل جماعي مستمر منذ 10 عاما، جهود وتبرعات ذاتية يدخرها أهالي قرية "الخدمات المنعدمة" كما أطلق عليها الأهالي، أملاً فى حل المعاناة التي يواجهونها، شكاوي ومناشدات كثيرة تقدّموا بها إلى الحكومة والمسئولين، لكن دون جدوى، لتستمر قريتهم بلا خدمات توفر لهم الحد الأدنى من الحياة: "محدش داري بينا، احنا ناس بيوتنا اتهدت وجينا هنا عشان في القرية دي من سنين كتير، لكن محدش مهتم بالمكان من يومها، والميه والكهربا مدخلنها بوصلات من جيرانا بالقرى اللي جمبنا"، كلمات خرجت على لسان أحمد عادل، أحد أهالي القرية.
وأضاف عادل، الذي أكد أنه يعاني من الحياة الغير آدميه التي يعيش فيها بالقرية: "ملناش مكان غيرها، مليش بيت من بعد ما بيتي اتهد في الهرم لأنه كان غير قانوني بردوا ومعرفش غير لما جالوا قرار إزالة، وبقالي 6 سنين في القرية بنطالب يدخلوا لينا على الاقل ميه ونور لكن مفيش حد بيسمع لينا".
تعيش "أمينة محمد" في "نصف منزل" حسب وصفها، هي وعائلتها المكونة من 10 أفراد هم 3 أبناء و7 أحفاد، داخل قرية "بسيسه"، يوماً بعد آخر تزداد حالة السيدة الستينية سوءاً صحياً ونفسياً، لما تعاني هي وغيرها من أهالى القرية من انعدام الخدمات واللجوء إلى سرقتها على حد قولها: "احنا مفيش حد بيسأل علينا وحالي من حال ناس كتير فى البلد، عايشين من غير سقف وكل اللى بيحمينا شوية قش وخوص، ده غير ان الميه واخدنها من جيرانا اللي في كفر طهرمس جمبنا والكهرباء سرقنها من عواميد نور الشارع".
لا تخشى "أمينة" على نفسها شيئاً، لكنها تريد واقعاً أفضل لأحفادها الذين يشاركونها نفس المعاناة: "نفسي يعيشوا في حياة نضيفة وكويسة وافضل مننا".
تعليقات الفيسبوك