هندسة: استخلاص الماء من الهواء وطائرة مساعدات إنسانية
تكريم المخترعين بعد اختراع جهاز يعمل بالطاقة الشمسية
تحدوا شح المخصصات المالية للبحث العلمى فى الجامعات، واستطاعوا أن يحجزوا أماكن لهم وسط كبار المبتكرين، فداخل كليات الهندسة الجميع يفكر ويبدع، لا فرق بين طالب وأستاذ، هذا ما حققه طلاب وأساتذة الهندسة بجامعتى المنصورة والإسكندرية. ميدالية فضية حصل عليها كل من الدكتور محمود عوض، الأستاذ بقسم هندسة القوى الميكانيكية، بهندسة المنصورة، والمشرف على الرسالة الخاصة بالمهندس محمد علاء، ومعهما المشرف الرئيسى الأستاذ الدكتور أحمد حامد، بعد اختراع جهاز محمول يعمل بالطاقة الشمسية لاستخلاص المياه من الهواء الجوى.
يقول «عوض» إنهم قرروا تسجيل الفكرة كبراءة اختراع، ثم قاموا بإيداعها فى شهر ديسمبر بمكتب براءة الاختراع المصرى، وأنه سافر كممثل لزملائه وشركائه فى الاختراع إلى معرض جنيف بسويسرا، موضحاً أنه طبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة يوجد نحو 20% من عدد السكان فى مستوى العالم يعيشون فى مناطق بها ندرة فى المياه، ومصر من ضمن الدول التى تقع فى نطاق الحزام الشمسى، وتتوافر لديها أشعة الشمس ويمكن استغلالها فى هذا النوع من المشروعات وأن هناك عدة طرق لاستخلاص المياه من الهواء الجوى، أولاً عن طريق التكثيف، والثانية تجميع الندى، والثالثة هى طريقتهم فى المشروع.
ويتحدث «عوض» عن اختراعهم قائلاً إن النموذج أبعاده 64 سم كقطر، وارتفاعه 105سم، ووزنه 2 كيلو ونصف، وتكلفة الوحدة الواحدة 10 دولارات ومع زيادة الإنتاجية ستقل التكلفة، وأن من أهم مميزات الجهاز تكلفته البسيطة على عكس معظم الأجهزة، وعن أهم استخداماته يتابع: «من أهم استخداماته أننا لو عندنا كتيبة من جنود القوات المسلحة وقاعدين فى الصحراء، ممكن نديهم الجهاز لأن من أهم مميزاته أنه لا يحتاج إلى مصدر للكهرباء أو مولد كهربائى لأنه يعمل بالطاقة الشمسية، وإنتاجية الجهاز 150 ملل فى اليوم الواحد ومع زيادة حجم الجهاز ستزيد إنتاجيته من الماء».
وقال المهندس محمد علاء: «الجهاز ده كان رسالة الماجيستير بتاعتى، الفكرة جات لى من خلال مناقشتى مع دكتور عوض فى فكرة البحث، ومفيد للجنود فى الصحراء وده كان هدفنا الرئيسى، وصرفت نحو 500 جنيه عشان التجربة». وأكد «علاء» أن فرحته بالجائزة شديدة، وأن الجميع تحمس له وشجعه على استكماله، «الحمد لله تعبى ماراحش على الفاضى».
ومن هندسة المنصورة إلى هندسة الإسكندرية، حيث إسماعيل الكومى، طالب بالفرقة الرابعة بالكلية، أحد أفراد فريق كبير مكون من 17 طالباً من الكلية بعضهم من قسم الكهرباء والبعض الآخر من قسم الميكانيكا، صمموا «طائرة المساعدات الإنسانية» تحت إشراف الدكتور محسن عثمان المشرف الأكاديمى وأستاذ بقسم الهندسة الميكانيكية.
ويتحدث «الكومى» عن اختراعه، موضحاً أنه عبارة عن تصنيع نموذج يُحاكى طائرة المساعدات الإنسانية، ويساعد فى الوصول إلى المناطق البعيدة التى لا يمكن الوصول إليها بسهولة، وبذلك يمكن تغذية تلك المناطق بالمساعدات الإنسانية، وأن عرض الطائرة 3٫10 متر، والطول 2 متر تقريباً، وأنه يُحاكى ذلك عن طريق إلقاء كرة من الرمل على الهدف بدقة.
وعن مهمة الطائرة يوضح «الكومى» أن لها مهمة محددة تحكمها المسابقة، عن طريق تقديم أفضل تصميم للطائرة، والمهمة هى الإقلاع الآمن، وأن تصل الطائرة إلى ارتفاع 100 قدم على الأقل، مع إرسال تلك الكرات التى تُحاكى المساعدات الإنسانية على الأرض بدقة عالية، ويستطيع ذلك التصميم أن يحمل 8 كيلو مقسمة إلى جزئين؛ الأول يُحاكى الحمولة الثابتة، والآخر المساعدات التى تُلقى على الأرض، بالإضافة إلى وزن الطائرة، وذلك التصميم مصنوع من «الخشب البلسم»، وأن المنافسة بين المتسابقين تكمن فى كيفية إرسال الكرات تجاه الهدف المحدد، وما تتميز به طائرتنا هى التكنيك فى قذف الحمولة، وسرعة الطائرة التى تطير بسرعة 14 متراً فى الثانية، وأنه يتم التحكم بها عن طريق ريموت كنترول.
ويطمح «الكومى» فى أن يصنع الطائرة من مادة «كربون فيبر» لأنها مادة أخف وأقوى كثيراً من الخشب البلسم الذى يصنعون منه، وتكلفة «الكربون فايبر» نحو 70 ألف جنيه، وأنها تكلفة كبيرة بالنسبة لهم كطلبة لكن الجامعة تستطيع دفع ذلك المبلغ.