«الوطن» قوته فى ناسه.. تجربة مدمن تعافى الأمل
كريم محمد
كريم محمد، شاب، 23 سنة، خاض تجربة قاسية مع الإدمان، إذ بدأ مرحلة التعاطى وهو فى التاسعة من العمر، يقول: «بدأت شرب السجاير من عمر 7 سنين، أنا الطفل الأصغر لشقيقين، أبويا توفى وأنا عندى 6 سنوات، وقررت أدخن زى أبويا، واتصاحبت على ناس أكبر منى عرفونى على المخدرات».
يصف «كريم» تجربته مع الإدمان بالاستثنائية، إذ كان يحصل على مخدر الحشيش مجاناً فى صغره، وهو ما جعله يشعر بالإرهاق والتعب فى سن مبكرة: «بعد شعورى بالإرهاق من كثرة التدخين وشرب الحشيش، وبعدما تراجع مستواى فى السباحة والجودو اللى كنت بمارسهم كرياضة مفضلة نصحنى أحد الأصدقاء بنوع جديد من الإدمان، ويتابع: «الحشيش والسجاير دمروا لياقتى البدنية، كلمت صاحب أثق فيه، قلت له مش قادر أجرى، قال لى خد الحباية دى وقسّمها 4، واكتشفت أنها ترامادول وأدمنته من سن 11 سنة». ويضيف «كريم» أنه عانى من الانطوائية، ولم يتمكن من توفير الأموال لشراء المخدرات بسهولة، ولذلك قام بسرقة والدته وأقاربه لتوفير المخدرات.
يقول «كريم» إنه من اللافت للنظر أنه كان يمر هو وزملاؤه من كمائن الشرطة دون تفتيش، باعتبارهم أطفالاً، أما فى سن 16 سنة، قررت والدته أن تعالجه نفسياً، يقول كريم «ماكانتش تعرف أنى مدمن ووديتنى عند أشهر 2 دكاترة فى مصر أطباء نفسيين، قعدت أتعالج عندهم سنين وماحدش فيهم اكتشف إدمانى»، ويضيف «كريم» أن والدته كانت منهارة نفسياً، حيث لاحظت اختفاء أموال كثيرة من البيت، ولم تجد حلاً لتصرفاته وضعفه الدراسى، وفى أحد الأيام قررت أن تضع حداً لهذه المواقف، قائلاً «طردونى من النادى الأهلى علشان اتمسكت فى الحمام بشرب».
«اضطريت أعترف لها بكل حاجة وفعلاً كنت عايز أبقى أفضل»، هذا ما يقوله «كريم»، موضحاً أن والدته وقفت بجواره، وأخذته إلى مستشفى الدمرداش، حيث جلس مع أطباء وأخصائيين نفسيين وحصل على الأدوية اللازمة لفترة الانسحاب، التى استمرت لمدة شهر قضاها «كريم» فى البيت، وبعدها تابع بقيه علاجه فى مستشفى المطار، أما مرحلة المتابعة الأخيرة كانت فى مستشفى العباسية.
يختم «كريم» حديثه قائلاً «الوقت متأخرش أبداً على أنك تتعالج، أنا كنت حالة ميئوس منها، إدمان منذ الطفولة لكل أنواع المخدرات، وبالرغم من ده قدرت أبطل وأبدأ حياة جديدة».