بروفايل| «الجلاد».. التأسيس «صنعة»
مجدى الجلاد
بلغة الشارع «حريف»، وبلغة المهنة «صنايعى»، وبلغة الأرقام هو مؤسس تجربتين ناجحتين فى بلاط صاحبة الجلالة. يجيد الاستحداث من العدم، ويقبل التحدى والمغامرة، ربما ذلك أهم ما دفع مجدى الجلاد للانتقال من مكتب رئيس التحرير بالمبتديان فى حى عابدين القديم الذى جلس داخله لنحو ثمانية أعوام، إلى مكتبه الجديد فى مصدق بحى الدقى، ليصدر من هناك فى صباح التاسع والعشرين من أبريل 2012 مولوداً جديداً يحمل شعار «قوته فى ناسه» بدلاً من «من حقك تعرف».
بهدوء، اعتاد أن ينفث دخان سيجارته، وقبل أن يطفئ السيجارة المستوردة من الخارج يكون قد انتهى من رسم ملامح فكرة راودته، ربما هى مانشيت الصفحة الأولى، أو عنوان مقال مؤجل، حملة صحفية يخطط أن يتبناها، أو خطوة جديدة قررها فى نفسه دون أن يعلنها للآخرين. هو صحفى «من الألف إلى الياء» لا شك فى هذا، يجيد تخيل وابتكار «العناوين» بالدرجة نفسها التى يجيد بها البحث عن «المتاعب» وصناعة «الأزمات» والدخول فى دوائر محفوفة بـ«الخطر».. التخيل نصف «الإبداع» لكنه أيضاً نصف «المشكلة» أحياناً.
«الجلاد» الذى يتذكر دائماً يومه الأول فى الالتحاق بالعمل الصحفى عقب تخرجه ضمن «الدفعة 86»، الشهيرة بـ«الدفعة الاستثنائية» فى كلية إعلام جامعة القاهرة، التى ضمت العديد من الأسماء الصحفية والإعلامية الناجحة، يحب أن يكون شريكاً لنجاح كثيرين من أبناء الدفعات اللاحقة والحديثة فى يومهم الأول بالمهنة. «كشاف نجوم ومواهب» هكذا يصفه البعض، لكنه يرجع الأمر إلى سبب آخر، هو اعتقاده بقدرة الشباب على تحقيق النجاح حسبما يقول ويردد دائماً، فقرر أن يضم إلى «الوطن»، فى أشهر الإعداد والتجهيز قبل عملية الولادة، كتيبة من الصحفيين الشباب؛ منهم من كان يمارس المهنة للمرة الأولى، ومنهم من مارسها قبل ذلك، لكنه لم يبدأ احترافها إلا داخل هذا الصرح الجديد الذى بدأ يومه الأول كبيراً، ويواصل الآن رحلته وهو يكمل عامه الخامس، بينما مؤسسه يبدأ رحلة جديدة فى قارب جديد.
التغيير سُنة «الحياة»، وسُنة الصحافة أيضاً، فى قانون «صاحبة الجلالة» لا شىء يتوقف عن الحركة أبداً، وكل «القصص الخبرية الكبيرة» الصالحة للنشر تمر بأكثر من مرحلة فى طور تكوينها، وتأخذ أكثر من شكل قبل أن تصل إلى القارئ، وقد تصل ناقصة فتكتمل فى اليوم التالى، لتتضح خيوط جديدة، أو تظهر قصة مغايرة تماماً تنفيها من أساسها، بالتأكيد يفهم «الجلاد» ذلك، كما يفهمه كل صحفى يبدأ مشواره من نقطة ما، دون أن يعرف فى أى نقطة سوف تستقر الرحلة.. غادر «الجلاد» إلى محطة جديدة لكن بصماته لم تغادر بل رسخت وتتطور.