تسأل العامل عن شغله فيقول: «مفيش مصنع.. مفيش منتج.. مفيش أجر»
مجدى عثمان
كان للكلمة وقع مختلف على مسامعه غير وقعها الآن، فكل شىء تبدل، الإنتاج والمصانع والآلات التى خفت هديرها، وعلى الرغم من فخره قديماً بكلمة «عامل» التى كانت سبباً فى وضع اجتماعى مرموق فى وقت سابق، فإنها الآن لم تعد تسمن ولا تغنى من جوع، متمنياً أن تعود الماكينات إلى عملها السابق وأن تنظر الدولة بعين التنمية للعمال.
«مجدى»: «زمان كان لكلمة عامل شنة ورنة»
منذ 20 عاماً التحق مجدى عثمان بشركة مصر للغزل والنسيج، كان فى ذلك التوقيت لكلمة «عامل» بقية من أثر، لكنه الآن يشكو تحول الحال إلى وضع صعب يعصف بالشركة والعاملين بها: «العامل كان ليه شنة ورنة والكلمة ليها تقلها، دلوقتى العمالة أهى موجودة بس مفيش شغل زى الأول»، يحكى الأربعينى متأثراً، مشيراً إلى أن العامل المصرى له مواصفات مميزة لكنه فى حاجة إلى تدريب مستمر وتثقيف بمجاله الذى يعمل به لضمان حسن إنتاجه، لكنه من ناحية أخرى يعيب على الدولة غياب اهتمامها بالعمال ومتطلباتهم: «كمثال أنا فى شركة مصر للغزل والنسيج، عندنا مشاكل بقالنا فترة طويلة فى القطن، ولحد دلوقتى محدش قال لنا على استراتيجية واضحة للنهوض بيه، وقطن يعنى غزل ونسيج، مفيش قطن يبقى مفيش شغل»، منوها بأن إنتاج مصر من القطن كان 4 ملايين و800 ألف قنطار فى الماضى، لكنه الآن 80 ألف قنطار فقط: «تحسين وضع العمال ومدهم بالخامات اللازمة وتحسين أوضاعهم المالية هيفرق معاهم، لكن دلوقتى العمالة موجودة ومتوفرة بس مفيش شغل بسبب الخامات»، متمنياً أن تعود الصناعات الوطنية للصدارة من جديد.
«العمل زمان كان مقدس، واللى كان بيلاقى عمل كان بيتبت فيه، وكان عندنا إحساس بالفخر وإحنا بنقول إننا عمال فى مصنع أو شركة».. قالها السيد رمضان، المستشار الإعلامى لنقابة الغزل والنسيج، مشيراً إلى أن شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة كان بها أكثر من 35 ألف عامل فى الثمانينات وتقلص العدد ليصل إلى 19 ألفاً، لكنه هو الآخر يشكو من غياب القطن واختفائه: «فيه عندنا 2 مليون فدان بيتزرعوا قطن، بس ده كان زمان دلوقتى يدوب 172 ألف فدان بس، فالعمالة هتشتغل إزاى وبإيه أصلاً؟»، مشيراً إلى أن النقابة أعدت دراسة وسلمتها للحكومة لإنقاذ ما تبقى من الشركة.