يسألونك عن الإرهاب؟!.. قل هو أن تقتل بريئاً لمجرد أنه يختلف معك فى «الفكر».. هو أن تتحصن خلف منصبك، وتطلق «كتائب الحسبة» للفتك بخصومك.. أن تقايض إنساناً بكتب ليس لها أى «قدسية» إلا فى دولتك وماكينات تمويلك وقواعد تثبيت حكمك!.
يسألونك عن الإرهاب؟.. قل أن ترفض تكفير «داعش» وإخراجه من الملة، لأن ممارسات «الدواعش» مجرد «أعمال كفر وفسق» ربما لأنه أكثر التنظيمات الإرهابية ثراء فى العالم.. أما المفكر «إسلام بحيرى» فهو «مرتد» يزدرى الإسلام، هاجم المذاهب الإسلامية الأربعة، وأنكر ما هو معلوم من الدين، وبالتالى فإن ذلك يعد خروجاً عن الملة!.
يسألونك عن الإرهاب؟.. قل -دون تردد- اسمه الدكتور «أحمد حسنى طه»، وكان يعمل قائماً بأعمال «رئيس جامعة الأزهر» رسمياً، ومفتياً للجماعات الإرهابية فى أوقات الفراغ!. ما إن أمسك «حسنى» بالمشاهد على قناة «القاهرة والناس» حتى نشر فتنته، وعمم أفكاره المسممة ومنح البنادق الفارغة رصاصات قتل وخرائط ومنهج عمل وقائمة أسماء مرشحة للاغتيال على رأسها «بحيرى».. إنه الرجل الذى هز عرش «التراث»، وفضح مناهج (أكل لحم الأسير، وقتل الذمى دون دية، واغتصاب الصغيرات باسم الزواج). من الطبيعى حين يتكلم «رئيس جامعة الأزهر» السابق أن تتحول كلماته إلى حمم بركانية، معادية للفكر ولمحاولة تنقية التراث الدينى، فالرجل محكوم بثقافته، بالتعليم الأزهرى، والتآمر على المجددين وتكفيرهم.. «محاصر» بمحاكم التفتيش التى تعقد فى «مجمع البحوث الإسلامية» لإصدار فتاوى القتل الممنهج «حسب الشريعة الإسلامية».. «مهدد» بقرار مؤقت بمد خدمته للعمل رئيساً للجامعة أو إعفائه من منصبه، «مأزوم» بما يتصورنه «حملة هجوم» على التدريس الأزهرى والمشيخة والعمائم المبجلة.
لقد أطلق «حسنى» رصاصته فى لحظة «تجلى» وانبهار بالأداء الرفيع للمشيخة فى سحق «مدنية الدولة»، وحكم مصر «من الباطن» باسم «الكهنوت الدينى»، وتعليق المشانق للجميع دفاعاً عن «صحيح البخارى»، ومساواته بالقرآن الكريم.
إياك أن تصدق أن فضيلة الإمام الأكبر «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، قد استدعاه ووبخه، وطلب منه إصدار بيان للتراجع عن فتواه الشاذة القاتلة، أو أجبره على الاستقالة.. كل ما حدث - أثناء كتابة المقال- أن «حسنى» تقدم باستقالته نظراً لعدم قدرته وكبر سنه - بحسب تصريحاته- ورفض شيخ الأزهر الأمر، ولكن مع إصرار «حسنى» قبل شيخ الأزهر الاستقالة!.
لا تتخيل أن ضميره استيقظ وأرّقه فأدرك بشاعة فعله، وخشى على «بحيرى» من القتل، ولا تتوهم أن هناك «جهة أمنية» راجعته أو اتهمته بتهديد الأمن العام والسلم الاجتماعى، ليتراجع عن «التفويض بالقتل» الذى منحه للإرهابيين. لقد قال «حسنى» فى بيان «الاعتذار والتوضيح»، بعد وصفه لـ«إسلام بحيرى» بالمرتد خلال لقاء تليفزيونى شارك فيه مؤخراً، (أن وصف «بحيرى» بالمرتد رد غير صحيح، ويخالف منهج الأزهر الشريف، الذى يقضى بأنه لا يُخرج المرء من الإسلام إلا جحد ما أدخل فيه)!. رئيس جامعة الأزهر السابق -إذن- لم يكن يعرف «منهج الأزهر»، لكنه سار على نهج شيخه فى عدم تكفير تنظيم «داعش»، وعليك أن تكذب عينيك وأذنيك وأنت تشاهده، ثم تصدق بيانه!.. خصوصاً وهو يقول فى بيانه إن: (الحكم على الأشخاص وعلى أفعالهم وسلوكهم هو اختصاص القضاء وليس العلماء).. وهو الذى ركز على سجن «بحيرى» فى البرنامج واتخذ العقوبة دليل إدانة نهائية، رغم وجود حكم آخر -عن نفس القضية- يبرئ ساحة «بحيرى»؟.
السؤال بمنتهى التهذيب: كيف يجرؤ «أستاذ جامعى» على طرح هذا التناقض الفج على المجتمع؟.. وبتهذيب أكثر وضوحاً ومباشرة: كيف يكذب «رئيس جامعة الأزهر» نفسه ويعارض مبادئه وأفكاره دون خجل أو مواربة؟.
(ملعون المنصب) الذى يضطر إنساناً للقتل، ثم الوضوء بدم ضحيته، الذى يفرض قناع «التقية» على الجميع حتى لا تفوح رائحة أمراض تحولت إلى سرطان ينهش العقل المصرى.
لقد قُتل الدكتور «فرج فودة» بنفس منهج الدكتور «حسنى»، وغرس شاب مهووس بفتاوى القتل مديته فى رقبة «نجيب محفوظ» لأن «مجمع البحوث الإسلامية» منع تداول روايته «أولاد حارتنا»، ولم يتعظ أحد أو يفتش عن جذور الإرهاب ويجفف منابعه!.
وهكذا تمكنت الفوضى من الدولة، وأصبح «العادى» أن تستقل «المؤسسة الدينية الرسمية» عن الدولة، وبحصانة دستورية، وألا يمتلك النظام بأكمله أداة ردع للتحريض على القتل!.
ليس أمامك -إذن- إلا القبول بوجود «خلايا إرهابية» نشطة أو نائمة على رأس التعليم الأزهرى، (حسنى مستمر فى عمله نائباً لرئيس الجامعة لفرع البنات)، وأن ترضخ لمحاولة تنقية وجه الأزهر من الإرهاب ببيان كله مغالطات.. وبعدها سوف تضع «عمامة» على رأس كل جامعة سعياً وراء «صك الغفران» من الأزهر.
إن كان «بحيرى» قد قبل باعتذار رئيس جامعة الأزهر فالمجتمع لا يقبله، أو كان «حسنى» أقيل أو استقال، فلن نسقط مجدداً فى فخ العناق على الملأ والقتل فى الظلام.. وإن كانت الدولة عاجزة عن محاسبة «علماء الإرهاب».. سنظل نصرخ نحن: «إمسك إرهابى»!.