أقر أنا كاتب هذا المقال أننى من مؤيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى والمشاركين فى 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو وتفويضه فى مكافحة الإرهاب، كما استجبت إلى دعوته للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور، ثم انتخبته، وشاركت فى الانتخابات البرلمانية وتبرعت لصندوق تحيا مصر، وتنازلت عن كثير من مستحقاتى المالية للدولة اقتداءً به، كما أقر وأعترف أننى سوف أنتخبه ثانية إذا ترشح للرئاسة مرة أخرى، وعلشان بحبك يا ريس، ومن مؤيديك، وباخاف عليك وعلى بلدى، سوف أكون جاسوساً وأنقل إليك ما يدور فى الشارع والجلسات العامة والخاصة.
سيدى الرئيس، لغة اليأس والإحباط هى المسيطرة على التجمعات العامة والخاصة المغلقة والمفتوحة مع النخبة والمثقفين، أو مع العمال والفلاحين، أو السياسيين والمسئولين.
سيدى الرئيس فيه حاجة غلط، أنتم تتحدثون عن مشروعات كبرى وانفراجة اقتصادية، فى حين أن الناس تعانى من الأسعار، وكثير من كلامك لا يلمسه المواطن، وما زالت العدالة الاجتماعية مفقودة، والفساد والواسطة والمحسوبية فى تزايد، والفوضى تنتشر، والخدمات تسوء.
سيدى الرئيس يقولون أيضاً فى هذه الجلسات إنك لا تثق بالمجتمع المدنى، ولا تهتم بالصناعة، وصدرك أصبح ضيّقاً فى الرأى الآخر وفقه الأولويات غائب.
سيدى الرئيس، مشكلتنا الأساسية هى سوء الاختيار وعدم استغلال موارد وأصول الدولة.
أما الأول، فالشعور العام لدى المواطنين أن معظم القيادات الذين تم اختيارهم ليسوا على مستوى المرحلة، وأنهم عبء عليك وليسوا معاونين لك، وبوصلة الاختيار تتجه إلى الأسوأ والأضعف، وتتعمّد استبعاد الأفضل والأكفأ على كل المستويات من أوائل الخريجين حتى الوزراء والمحافظين، وكأنه مقصود تقزيم المناصب حتى وصل الحال إلى عزوف الكفاءات عن توليها، أو حتى الظهور الإعلامى، ويُفضّلون الابتعاد عن المشهد تماماً، وهذا خطره شديد على البلد، فكما تعلم أن حسن الاختيار يضمن نصف النجاح. الأمر الثانى هو عدم استغلال موارد وأصول الدولة، وهذا كلام حقيقى وليس نظرياً، نحن دولة غنية بمواردها، وكل شىء فيها له قيمة حتى القمامة والرمال، دولة ذات موقع جغرافى الأول عالمياً، وتمتلك 4 آلاف كيلومتر شواطئ، وثلث آثار العالم، ومهبط الرسل والديانات، وحضارة 7 آلاف عام، وأهم ممر ملاحى دولى وموانئ وبحيرات، وتطل على بحرين، والنيل يشقها، و95% من أرضها ما زالت صحراء بكراً مليئة بالثروات بالإضافة إلى الإمكانيات السياحية والزراعية والصناعية والتعدينية وأيضاً الثروة البشرية ثم تتسول غذاءها من الخارج.
سيدى الرئيس مصر دولة غنية بمواردها، فقيرة بإدارتها، تلك هى مشكلتنا المزمنة، لذلك كنت وما زلت أتمنى أن تكون أنت القائد الذى يُحسن اختيار من يجيد استغلال مواردنا ويكتشف كنوزنا، فلدينا ما يكفينا ويحل مشكلاتنا ويرحم أبناءنا من مذلة العمل فى الخارج.
سيدى الرئيس، كفاية مؤتمرات ومجالس ولجان، فمشاكلنا معروفة وحلولها أيضاً، فقط تحتاج إلى إرادة حقيقية لتطبيق الحلول على المشكلات، ورؤية عامة متكاملة فى كل المجالات يضعها خبراء مع حسن اختيار من ينفذها.
سيدى الرئيس، أنت أملنا الوحيد، فلا تُحبط، حتى لو كان الشعب محبطاً، دورك أنت تحفيز قدراته فهناك فى الإمكان أفضل بكثير مما هو كائن ومصر دولة قوية بشعبها وجيشها وشرطتها ومواردها وقيادتها.
سيدى الرئيس، يجب تقوية كل المؤسسات المدنية حتى تتحمّل المسئولية مع الجيش، صحيح فيها مشكلات، لكن علاجها سهل وضرورى، والفرصة متاحة، والأمل موجود، وأنت معنا، لكن يحتاج إلى عمل جاد بمشاركة الجميع.
علشان بحبك يا ريس كتبت لك هذه السطور ورزقى على الله..