30 سنة هروب من البلدية.. "عبدالحكم": الديون زادت وفرصتنا في رمضان أحسن
عبد الحكم بائع الاحذية
يقف أمام فرشته بإحدى مناطق روكسي، وهموم الحياة ومشكلاتها تظهر على ملامحه بكل وضوح، رغم الشمس الحارقة والطقس الحار وهو صائم، التي تغيب وهو ما زال واقفاً في مكانه حتى السحور لجلب الرزق، فكل تفكير مجدي عبدالحكم بائع الأحذية، في كيفية تكريمه من الدنيا بعد كبر سنه أم أنه لا يزال معذب على الأرض يطارده البلدية لمسكه وجمع فرشته.
يعمل "عبد الحكم" البالغ من العمر 55 عامًا في بيع الأحذية منذ 30 عامًا، في البداية كان لحسابه الخاص إلى أن تدهور الحال وأخذت البلدية فرشته وأصبح عليه ديوان من الموردين له لدرجه القبض عليه وذهب إلى القسم لصعوبة دفعها، ما جعله يشارك أحد الأشخاص الشباب ليستطيع جلب بضائع أخرى وتسديد ديونه حتى الآن.
يبدأ الرجل الخمسيني عمله منذ الساعة الـ11 صباحا فيأتي من منزله في شبرا الخيمة حتى مكانه المعتاد عليه في روكسي، يظل يعمل حتى ميعاد السحور وأثناء الفطار يقوم هو وزملائه من الباعة الجائلين بشراء أي وجبة رخيصة لتناولها تجعله يستطيع تكمله يومه الشاق: "أنا راضي بالـ50 جنيه اللي بروح بيهم مع إنهم مبيجبوش حاجة مش كفاية مبنكلش لحمة ولا سمك عايش على الفول والجبنة ومع ذلك مش عارفين نعيش"، هكذا يعبر عبدالحكم عن حياته متمنيا أن يتحقق حلمه الذي يسعى إليه منذ صغره على وجود سوق يحتاويهم هو وزملائه.
رغم أنه حاول عدة مرات تقديم ورق لترخيص مكان له إلا أنها باءت بالفشل: "انا معايا ورق واخد فيه موافقة الجهات الأمنية لسيد مأمور القسم اللي بعت للمرور وجريت ليا وللناس الغلابة وفي الآخر الورق اختفى" وفقا لعبدالحكم، الذي لم يجد سببا مقنعا حتى الآن لعدم حل مشكلته هو والآخرين "هو مش من حقي آخد مكان أبيع فيه يساعدني؟".
هناك العديد من الأماكن التي يمكن أن تتسع لعمل سوق كبيرة تجمع الباعة الجائلين حسب وصف عبدالحكم "ييجي حد من المسؤولين يقول هو أنا أشوف مكان قدام محال تسوى ملايين ليكم، طيب أنا مواطن مصري أنا الراجل الغلبان ده حقي"، كما يصعب عليه الشباب هذه الآونة الذين لا يجدون عملا فيتجهون مثلي وينقطع أملهم بسبب البلدية "طيب أنا راجل كبير محبش أمشي شمال لكن لما تجيبي شاب وتقطعي أمله بيصنع إرهاب بدون ما يشعر يعمل قنبلة موقوتة".
ارتفاع الأسعار لم ترحم الرجل الخمسيني الذي لديه زوجة مريضة بالسكر وثلاث فتيات يبذل قصارى جهده لتعليمهم، فبعد أن كان يبيع الأحذية بنحو 85 أصبحت بـ125 جنيها، ما جعل الإقبال ضعيفا جدا، وخاصة في هذه الأيام والصيام ومع اقتراب العيد من المتوقع اعتدال الحال "55 سنة عايش حياة صعبة أوي زهقنا من التليفزيون ومن كلامهم بقالي 30 سنة بسمع كلمة سوق ومبتتعملش".