«إبراهيم» كان نفسه يدخل «هندسة».. اشتغل فى «مسبك»
«إبراهيم» داخل مسبك والده
أصابه الملل من الروتين، عرف أن وجوده وسط طابور الخريجين لانتظار الوظيفة أمر لا جدوى منه، فرغم تفوقه دراسياً، وحصوله على المركز الأول على مستوى دفعته بالمعهد الفنى الصناعى، إلا أنه فضّل العمل بسبك النحاس، «كار» أبيه وإرث جده. طموح إبراهيم الحداد، فى الالتحاق بكلية الهندسة أوقفته ظروف الحياة وتقلباتها، على أن يُستكمل بَعد: «مش كل اللى نفسنا فيه بنعرف نحققه، أبويا مات، وكان لازم أنزل وأشتغل».
منذ 7 سنوات، وبعد تخرجه فى المعهد الفنى بكفر الدوار، تحطمت كل آمال «إبراهيم» فى إيجاد فرصة عمل مناسبة توفر له ولأسرته دخلاً ثابتاً، خصوصاً بعد أن توفى والده: «من ساعة التخرج، وأنا مصدوم، مفيش شغل، لا قطاع عام ولا قطاع خاص هنا فى البحيرة، الفرص قليلة، قعدت سنتين أدور على وظيفة ومالقيتش».
بعد أن أُغلقت جميع الأبواب فى وجه «الحداد»، لم يجد أمامه سوى نفض الغبار والأتربة من أبواب ورشة أبيه القديمة المغلقة، وإعادة الحياة إليها من جديد: «والدى وجدى كانوا بيشتغلوا فى سبك النحاس والألومنيوم، أول ما فتحت الورشة كان الحال نايم قوى، بس ماستسلمتش، وصبرت لحد ما الناس بقت تيجى لى بالاسم».
يد المقص والسكين، أجزاء بالدراجات البخارية، قطع غيار للسيارات، أبرز الأدوات التى يصنعها «الحداد» يومياً فى ورشته: «أنا باصب الألومنيوم، وأعمل منه اسطمبات، أول ما بدأت ماكانش عندى خبرة فى المجال، لكن طورت من نفسى، أنا اللى أضفت فكرة صنع قطع غيار السيارات أو مرايات سيارات النقل، لأن أسعارها ارتفعت جداً فى الفترة الأخيرة».
لم يكن «الحداد» يتوقع فى يوم ما خلال 16 عاماً من التعليم أن يتعامل مع الخردة، لكن دوام الحال من المحال: «باشترى الألومنيوم القديم من تجار الخردة بالكيلو، وباعمل ماكيت ثابت للشكل اللى أنا عايز أصنعه، وده بيتم بعد تلميع الألومنيوم وإضافة الطلاء إليه».