«شاهر»: كنا نسمع صوت المدفع فى كل سوريا.. أيام ما كان فيه سوريا
شاهر
عشرينى على أعتاب عقده الثالث، نزح عن بلاده قبل أربعة أعوام مضت، وجاء إلى مصر تاركاً خلفه حزمة من العادات والتقاليد «الرمضانية»، تميزت بها أرض الشام عن غيرها من البلاد المجاورة لها، لم ينس منها شيئاً، حافظ على ما استطاع الحفاظ عليه، وأجبرته الظروف على ترك البعض الآخر، بعد أن استبدلها بعادات رمضانية أخرى مصرية، فيصبح للشهر الكريم لدى «شاهر رجوب» مذاقان (سورى - مصرى) امتزج كل منهما بالآخر فى صورة أبدية لن يتخلى عنها الشاب حتى بعد عودته إلى بلادة مرة أخرى.
زينة تملأ الشوارع والمنازل فى سوريا بمجرد أن يقترب شهر رمضان، وهى فى طبيعتها لم تختلف كثيراً عن تلك التى نراها فى شوارع مصر المختلفة، فضلاً عن الأكلات الشامية التى اشتهرت بها سوريا من «الكبة السورية والشيش برك والملوخية»، بجانب مجموعة من الأطباق لا يمكن أن تخلو منها سفرة سورية فى رمضان، ومنها «الفتوش والتبولة والسلطة والشربة»، حسب «شاهر»، ليضيف قائلاً: «من خلال وجودى فى مصر أقدر أقول إن الوضع مختلف هون عن سوريا كلياً، وأبرز ما لفت نظرى هو فوانيس رمضان اللى مالية الشوارع، «مدفع الإفطار.. اضرب».. جملة افتقدها «شاهر» منذ أن وطأت قدماه أرض مصر، حيث لم يقتصر سماعها فى بلده على شاشات التليفزيون فحسب، وإنما كان صوتاً حياً يسبق أذان المغرب إلى البيوت، وهو ما عبر عنه الشاب السورى بقوله: «مدفع رمضان لحد ما أنا نزلت مصر كان شىء أساسى فى كل محافظة فى سوريا، كان يضرب قبل المغرب ولما نسمعه نفطر، وديه من الحاجات اللى فقدناها لما جينا على مصر، لأنها مش موجودة هون»، ورغم غربته وغيره عن بلدهم إلا أن السوريين فى مصر، حسب «شاهر»، ما زالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم الرمضانية، دعوات إفطار متبادلة بين الأقارب والأصدقاء، كانت واحدة من أهم العادات السورية التى لا يمكن أن يمر شهر رمضان بدونها، وتكون «عيبة» فى حق من لا يفعلها، وهو الأمر الذى حاول «شاهر» أن يتمسك به فى غربته رغم بعده عن أصدقاء بلده، معبراً عن ذلك قائلاً: «أصحابى كلهم فى سوريا، ولكن أنا هنا فى مصر كونت صداقات كبيرة مع سوريين ومصريين، لدرجة إنى بقى اسمى مختار السوريين من كتر العلاقات، والعزومات بتكون متبادلة بينا فى رمضان بشكل كبير»، ظروف الحرب فى سوريا كان لها تأثيرها الواضح على رمضان فى سوريا، وهو الأمر الذى جعل كثيراً من السوريين لا يستطيعون عيش الأجواء الرمضانية التى تعودوا عليها، بل لا يجد الكثيرون، فى الأماكن الواقعة تحت حصار، ما يأكلونه على الإفطار من لحم أو خبز، حسب ما أوضح «شاهر»، وهو ما دفعه بعد أن جاء لمصر إلى تأسيس فريق «فرحة السورى»، وهو فريق شبابى (مصريين وسوريين)، الهدف من إنشائه إدخال الفرحة فى قلوب الناس وتقديم المساعدات للأسر السورية، سواء كانت مساعدات طبية أو تعليمية أو احتياجات منزلية.