قافلة طبية لخدمة الأهالى تغير مسارها: مساعدة المصابين أولاً
«روفائيل»
لأكثر من 25 يوماً كان يجهز لهذا اليوم، لتنظيم قافلة طبية تزور قرية دير جرنوس بالمنيا وتقدم لأهلها من المسلمين والمسيحيين الخدمة بالمجان والعلاج بمقابل رمزى وإجراء عمليات بخصم 50%، لكن كل شىء تبدل مع وقوع الحادث بالقرب من القرية، فاضطر ماهر روفائيل، منسق المبادرة التى تضم 11 طبيباً، لمغادرة مقر القافلة التى تنطلق ليلة أول أيام شهر رمضان الكريم، والتوجه إلى مستشفى العدوة، الذى استقبل المصابين والشهداء للاطمئنان عليهم ومحاولة مساعدة الفريق الطبى.
11 طبيباً توجهوا لمستشفى العدوة.. و«روفائيل»: «الإرهاب مش هيخوفنا»
فكرة القافلة بدأت من القاهرة بالتنسيق بين عدد من الأطباء، واختار «روفائيل»، قريته بالمنيا التى يقيم فيها لمساعدة الأهالى ودعوتهم للقافلة عبر المنشورات فى الشوارع والميكروفونات، لكن قبل ساعات من إطلاق القافلة وقع الحادث، «بقالنا أيام بنجهز ومبسوطين بإن أطباء شباب فيهم المسلم والمسيحى هييجوا يهتموا بولاد القرية، يقوم الإرهاب يفسد كل شىء جميل»، قالها «ماهر» بأسى أثناء وجوده فى المستشفى بعد أقل من ساعتين من وقوع الحادث، مشيراً إلى أن الخدمة لم تكن تستهدف المسيحيين فقط أو المسلمين وحدهم: «الخدمة كانت للكل، لأهالينا المصريين لا مسلم ولا مسيحى، وفريق التنظيم كان سعيد، والأهالى تجاوبوا معانا وكانوا فرحانين بالمبادرة لأن الخدمة الصحية فى القرية ضعيفة».
أتى الخبر إليهم كالصاعقة، البعض قرر البقاء فى مقر القافلة الطبية، وآخرون هرعوا إلى محل الحادث، وفريق ثالث تحرك إلى مستشفى العدوة كان من بينهم رفائيل: «مقدرناش نستحمل الخبر، بس كرسالة للإرهابيين إحنا مكملين اللجنة هنعالج البعض وهنترحم على اللى ماتوا وربنا هيجيبلنا حقنا»، قالها الرجل باكياً، مشيراً إلى أن اللجنة الطبية المكونة من 11 طبيباً للكشف على أبناء القرية فى تخصصات مختلفة، وبعد الحادث رفضوا المغادرة، «الأطباء مكملين معانا، ولو المستشفى محتاجة إمدادات بشرية إحنا هنكون معاهم، والقافلة الطبية هتكمل بنفس البرنامج المعلن للأهالى»، «رفائيل» أكد أن فريق القافلة سيتابع نشاطه التطوعى من ناحية وتقديم دعمه للمستشفى لمساعدة المصابين والقتلى من ناحية أخرى: «كان نفسنا نفرّح الناس، لكن الإرهابيين عايزين يكسرونا، وده مش هيحصل مهما عملوا».