محمد.. «8 سنوات» بلا حركة أو كلام
جمال وأبنه محمد
أسرة كبيرة مكونة من 9 أفراد، أصغرهم هو «محمد» البالغ من عمره 8 سنوات، قضاها دون حركة أو كلام، والده جمال عبدالعاطى عبدالتواب، عامل بـ«اليومية» يحصل بالكاد على ما يلبى احتياجات أسرته التى تعيش بمنزل بسيط تحاصره مياه الصرف الطافحة على مدخله فى قرية الوابور الجديدة بالفيوم، «مامعييش أعالجه، أجيب منين؟.. إحنا يا دوب بنجيب أكلنا وشربنا»، بمرارة شديدة يتحدث الأب الذى تجاوز الستين من عمره، وحاول أن يطرق كل الأبواب بحثاً عن شفاء ابنه دون مجيب.
والده: «علاجه فوق طاقتى.. وبنشترى أكلنا بالعافية»
«كان مولود طبيعى، وبعد سنة وشهرين بالظبط تعب شوية، رُحنا للوحدة الصحية فتعب أكتر»، منذ ذلك الحين قبل نحو 7 أعوام، بدأ «عم جمال» رحلته الطويلة لعلاج صغيره بأقل الإمكانيات، بعد أن أخبره الأطباء بأنه مصاب بضمور فى المخ، لكن لم يتمكن بعد من تحقيق حلمه فى العلاج الذى بدا صعب المنال»، فكر «أبومحمد» فى الحصول على «جواب» بالعلاج على نفقة الدولة، لكنه عاد مخيب الآمال بعد «كعب داير» دام لأشهر: «قالوا لى فى الآخر مفيش علاج لابنك على نفقة الدولة». طيلة هذه الأعوام، يعيش «محمد»، على أدوية بسيطة ومسكنات تكلفتها شهرياً من 150 إلى 200 جنيه يدفع الأب ثمنها بالكاد، «ربنا يعلم إحنا بنوفر تمن العلاج ده إزاى، لكن الأدوية دى مش هتساعد فى تحسين الحالة، ابنى محتاج عملية جراحية وعلاج أكبر من طاقتى ومقدورى».