«منصور»: صوت لـ«الإخوان» بلا حدود
صورة تعبيرية
وجه دائرى ولحية خفيفة، عينان نافذتان، لا تخفيهما تلك النظارة الطبية الوقورة، هكذا يظهر أحمد منصور، المذيع المصرى على قناة الجزيرة، الذى كان دوماً لسان حالها، متحدثاً باسمها ومدافعاً عن أهدافها وتواجهات حاضنتها قطر.
وُلد «منصور» فى 16 يوليو عام 1962 بمدينة كفر الدوار فى محافظة البحيرة، وتخرج فى كلية الآداب جامعة المنصورة عام 1984، بدأ عمله مديراً لإدارة المطبوعات بإحدى دور النشر قبل أن يلتحق بالعمل الصحفى، عمل مراسلاً صحفياً من باكستان لشئون آسيا الوسطى، وأفغانستان، حتى عام 1990 لعدد من الصحف العربية، حيث انشغل هناك بتغطية الحرب فى أفغانستان إبان الاحتلال السوفيتى لها، حتى عاد للكويت، للعمل مديراً لتحرير مجلة المجتمع الكويتى حتى عام 1997.
ارتبط بقناة «الجزيرة»، فيها لمع اسمه فى الوطن العربى، حتى أصبح يتابعه من خلال «فيس بوك» و«تويتر» فقط أكثر من 3 ملايين متابع، وبدأ العمل فيها داخل غرفة الأخبار، حتى اختص بإعداد وتقديم برنامج «الشريعة والحياة»، لمدة عام ونصف العام.
وكان ظهور «منصور» الحقيقى كمقدم برامج سياسية، ساعد فى انتشاره بشكل كبير، حيث قدّم برنامجى «بلا حدود» و«شاهد على العصر» اللذين ظهرا معاً فى بداية فبراير عام 1999، وكانت حواراته تشتهر بالحدة، وكان يلجأ إلى أسلوب الندية فى مواجهة الضيف ودائماً ما كانت تثير حلقات برنامجيه الجدل، بسبب النقاش المحتدم دائماً.
يُحسب أحمد منصور سياسياً على جماعة الإخوان فى مصر، بسبب مواقفه المؤيدة لها، وعدائه للنظام الحالى، كما أعلن تأييده الكامل لثورة 25 يناير، ودعمه للإخوان، واعتبر أن الثورة اختُطفت بمجرد رحيل محمد مرسى عن الحكم فى أعقاب 30 يونيو. حُكم على «منصور» فى مصر بالسجن 15 عاماً غيابياً، لاتهامه بالاعتداء على مواطن وتعذيبه فى ميدان التحرير، وهو ما دفع السلطات الألمانية إلى إيقافه فى مطار برلين الدولى، بناءً على طلب مصر، لكن عادت لتُفرج عنه، وقتها اعتبر «منصور» نفسه رمزاً لقناة «الجزيرة»، وأعلن أن محاولة الإنتربول القبض عليه بطلب من مصر، هو استهداف لقطر نفسها، رغم أن السلطات الألمانية أفرجت عنه بعد أن تبين لها أنه يحمل جنسية بريطانية إلى جانب جنسيته المصرية.
تنصّل «منصور» من الجنسية المصرية عقب إطلاق سراحه فى برلين، حيث قال للصحفيين: «أنا أوروبى»، حيث هاجم ألمانيا عقب توقيفه، رابطاً بين القبض عليه وزيارة السيسى إلى ألمانيا، وقال: «أنا أتحرك فى أوروبا بحرية كاملة، أتحرك بجواز سفر بريطانى، أنا أوروبى مثلكم، ولا أتحرك بجواز السفر المصرى بعد صدور المذكرة، وليس معى أى هوية مصرية». «الوجه القبيح لأحمد منصور»، هو عنوان كتاب قرّرت المغربية وفاء الحميدى، مطلقته، إصداره، مؤكدة أنها تنوى من خلال الكتاب الكشف عن علاقة زوجها السابق بعدد من صنّاع القرار فى قطر، ومواقفه واجتماعاته مع قيادات الإخوان. اعتاد «منصور» أن يثير الجدل دائماً، سواء بسبب مواقفه أو تدويناته، حيث قال فى أحد اللقاءات مع عمرو أديب إن مصر مزبلة، لكنه عاد لينفى ذلك، وهاجم محمد مرسى الرئيس المعزول، ووصفه بـ«الفاشل»، كما أحدث ضجة كبيرة، حين استضاف فى برنامج «بلا حدود»، أمير جبهة النصرة أبومنصور الجولانى، وهو ما اعتبره مراقبون «إتاحة المساحة الإعلامية للتنظيمات الإرهابية».